في أعقاب انتشار قصائد مدحية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تمتلئ بغزارة بالتأكيد على قدرات خارقة للموتى والاستغاثة بهم، يجب التأكيد على أهمية فهم صحيح تعاليم الإسلام فيما يتعلق بهذا الموضوع. تلك القصائد تحتوي على مواقف يمكن اعتبارها نوعاً من أنواع الشرك الأكبر، حيث أنها تستغل مكانة الرسول الكريم بطريقة خاطئة ومرفوضة.
استناداً إلى النصوص القرآنية، يكشف الحديث النبوي، والإجماع بين علماء الدين، إن الدعوة والاستغاثة بدعاء الموتى هي أعمال محرمة بشكل قاطع. يوضح القرآن الكريم بوضوح مكانة الله وقدرته الوحيدة على الإنعام والجواب، كما يؤكد بأن المساعي نحو الحصول على دوام الحياة والنجاح والخير والمزيد من الثروات والفوائد الأخرى يجب أن تكون موجهة فقط إلى الخالق الواحد. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "أم من يجيـب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض" [النمل : 62]. وهذه هي رسالة واضحة حول طبيعة علاقيتنا مع الله وحده.
كما ورد حديثًا نبويًا، عندما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوجيه لعنة إلى بعض الأفراد خلال أدائه لصلاة الفجر، أنزل الله آيات قرآنية تؤكد ضعف سلطاته الشخصية: "(ليس لك من الأمر شيء)" [آل عمران : 128] إلى آخر الآيات المتعلقة بذات السياق. هذا التصريح الوزني هو تأكيد واضح على حدود قدرة البشر وخضعهم المطلق أمام الإرادة الربانية.
وقد أكد علماء الدين مثل الشيخ ابن تيمية والحافظ ابن عبد الهادي على كون التوسل بالموتى لاستجلاب المصالح دفع الضر ورغبتهم الشفاعة بعد مماتهم يعد شكاً وفقاً للإجماع العام لدى المجتمع المسلم. هذا لأن هؤلاء العلماء لم يجدوا أي ادلة تدعم مثل هاته الممارسات سواء كانت مكتوبة او مشافهة عبر تاريخ الاسلام الطويل والذي امتدت لأكثر من ١٤ قرناً.
ومن ثم، دعونا نحذر كل من يقرأ هذه الخطوط بأن اي تسامح تجاه الانحراف الثقافي والديني كهذا ليس متوقعا وبالتالي فان نشر مثل هكذا مواد يشكل خطراً غير ضروري علي العقيده الإسلامية الراسخه المستقرّة منذ القدم. فالالتزام بما جاء في الكتاب والسنه هما الطريق الامثل للحفظ والعيش ضمن اطار دين حق.
