يعاني الكثير من الأفراد، بما في ذلك المؤلف، من وضع مالي صعب حيث يواجهون ديونًا كبيرة، وإيجارات مستحقة، وفواتير كهرباء ومياه متنوعة. قد تكون محاولة الحصول على قرض تقليدي مستبعدة بسبب عدم القدرة المتوقعة على السداد. ومع ذلك، فإن التفكير في اقتراض مال بفائدة ربوية -على الرغم من كون الأمر مغريًا نظرًا لخطر الطرد والفوضى المحتملة- غير مطروح بناءً على التعاليم الإسلامية.
الحمد لله، يحظر الإسلام بشكل عام أي شكل من أشكال الربا لما له من آثار مدمرة محتملة طويلة المدى والتي يمكن أن تتعدى مجرد المسؤولية القانونية إلى الأمور الأخلاقية الروحية أيضا. ولكن للإسلام مرونة فيما يتعلق بالممارسات المحظورة تحت الظروف الاستثنائية -وهو ما يُطلق عليها "الضرورة". تشمل حالات الضرورة تلك التي تهدد بالقتل أو المرض الخطير أو فقدان الحرية لفترة طويلة جدًا. ولكن يبدو أن حالة صاحب الرسالة ليست شديدة بدرجة كافية لتبرر اللجوء إلى الربا. وفقًا للمدرسة الفقهية المالكيّة، يجب اعتبار الحالة تنطبق بالفعل على مستوى الضرورة فقط إذا كانت ستؤدي إلى الموت أو الموت المؤكد تقريبًا، وليس فقط الشعور بالإزعاج أو الانزعاج.
بدلاً من الاعتماد على الحلول القصيرة المدى والمحفوفة بالمخاطر المرتبطة بالقروض الربوية، ينصح باتباع نهج أكثر استدامة واستراتيجيًا لإدارة الوضع الحالي للأزمة المالية. وفي هذا السياق، يتم تقديم العديد من البدائل الشرعية للمراجعة والنظر فيها:
- البحث عن المنظمات الخيرية والجمعيات الخاصة بخدمات الموظفين الذين تقدم خدمات للقروض بدون فوائد.
- النظر في نظام التورق؛ وهو عملية شراء السلعة نقدًا والتخلص منها فورًا مقابل سعر أعلى قليلاً مما تم دفعه لها أصلاً.
- زيادة دخلك الشهري عبر العمل الإضافي، سواء كان عمل جزئي خارج وقت الدوام الرئيسي أو أعمال جانبية افتراضية تناسب جدولك.
- طلب المساعدة من الأقارب والأصدقاء الموثوق بهم ممن لديهم قدرة مادية لدعمك مؤقتاً خلال فترة النقص.
- التواصل مع مؤسسات خيرية معروفة أو مراكز زكاة للتبرعات حيث يمكنك استلام مساعدات بسيطة تخفف عبء نفقات اليوميات المتراكمة لديك.
وفي نهاية المطاف، يستحق التأكيد بأن اتخاذ القرار المناسب بشأن أفضل طريق لهذه المواقف المالية الهائلة يتطلب دراسة متأنية لكل الاحتمالات واتخاذ قرار بعناية بعد الرجوع للسنة النبوية والإرشادات الدينية الأخرى ذات الصلة بهذه القضية الاجتماعية الملحة. كما تساهم إعادة تنظيم الإنفاق الشخصي وإعادة تحديد أولويات المصروفات الشهرية بنسب أكبر تجاه الاحتياجات الأساسية دور فعال لتحسين الوضع المالي العام للشخص وللحفاظ أيضًا على نظافة النفوس داخليا حسب الرؤية والقانون الإسلاميين اللذَين يدعوان دائمًا للحفاظ على الصدق والكرامة داخل المجتمع الإنساني الكبير.
ختاماً نسأل الله عز وجل أن يفرج همومكم وأن يرفع البلاء عن الجميع إنه سميع مجيب الدعاء الرحيم الرحمان الرحيم للعالمين جميعا بلا استثناء حق تقديسه وتعظيمه جل وعلى وبحمده رب العالمين.