حكم تكرار جرائم القتل في الإسلام: بين الرحمة والعقاب

في الشريعة الإسلامية، تعتبر جرائم القتل خطيرة للغاية وتستحق عقوبات صارمة لحماية حقوق الأفراد وحفظ الأمن العام. عند ارتكاب جريمة قتل عمد، يتم منح ولي د

في الشريعة الإسلامية، تعتبر جرائم القتل خطيرة للغاية وتستحق عقوبات صارمة لحماية حقوق الأفراد وحفظ الأمن العام. عند ارتكاب جريمة قتل عمد، يتم منح ولي دم الضحية خيارات مختلفة للعقوبة، بما في ذلك القصاص (أي رد الجميل)، أو العفو بدون مقابل، أو قبول الدية (تعويض نقدي). ومع ذلك، إذا تكررت هذه الجريمة من قبل نفس الشخص، يصبح الوضع مختلفاً.

وفقاً لما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، الآية 178، "فَإِنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، يشير الفقهاء إلى احتمالين لهذه العقوبة المتوقعة بعد الاعتداء الجديد. الوجهة الأولى هي أنها تشير إلى عذاب الأخرة، أي تدخل ضمن نطاق حساب يوم القيامة. والثانية ترى ضرورة تطبيق العقاب الجسدي بإعادة تنفيذ حد القتل بسبب شدة المخالفة واستمرار الانتهاكات العدوانية ضد الحياة البشرية المقدسة حسب تعاليم الدين الاسلامي.

وتختلف آراء فقهاء المسلمين حول كيفية التعامل مع مرتكب جرائم القتل المتكررة. هناك من يعتقد بأن القانون ينطبق بكل بساطة على الحالة الجديدة, فدون النظر للتنازل السابق عن حق الدم, يجب اتخاذ قرار بشأن استخدام القصاص او دفع ديّة جديدة بناءً علي تقدير المستطاع لدى ورثة المجنى عليهم الذين اصبحوا بذلك مستهدفين ايضا. بينما يدعم آخرون وجهات نظراً توكل الامر لفهم السلطات المحلية ومراعاة الظروف الخاصة لكل حالة فردية مستقلة ذاتياً وفق رؤيتها العامة للحفاظ علي الاستقرار الاجتماعى والأمان داخل المجتمع المسلم الواحد الموحد شرعا وقانونا محليا ودوليا أيضا. ويؤكد البعض الآخر انه حتى لو تم التساهل والتسامح سابقا عندما تعرض شخص ما للمساومة المالية نتيجة فقدانه أحد اقربائه بنوع خاص وبشروط معينة , فلابد حينئذٍ من فرض جزائية رادعّة ملكية للأرواح تبدا منذ تلك اللحظة كتذكير واضح بأنه لن يكون هنالك مجال لأي تجاوز جديد مهما بلغ حجم المكاسب السابقة .

وفي النهاية ، فإن رأي العالم الكبير الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله ، يساند الرأي الذي يقترحه الإمام عمر بن عبدالعزيز والذي يسمح للإدارة الحكومية باتخاذ القرار المناسب اعتمادا على دراسة كل قضية بشكل منفصل وليس نشر قاعدة عامة ثابتة مطلقا. إذ يمكن توسيع دائرة العقوبات لتشمل أشكال اضافية من العقاب مثل زيادة مدة الغرامات التأديبية بالإضافة لدفع غرامة ماليه أكبر مما سبق وكانت جزء أساسي سابق لإتمام تسوية الأمر تماما بالحالات المشابهه لها سابقا .. لذلك ، يجدر بنا التفكير مليّا بعقلانية واحتراماً للقيمة الإنسانية النبيلة التي جعلها دين الإسلام فوق الثروات الأرضية المؤقتة والتي ستمحوها الزمن عموما والقضاء تحديدا خلال جلساته القانونية المنتظمة والمعيارية عالميا واقليميا كذلك .


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer