- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:في عصر العولمة المتزايد، يرتبط فهم وتقبل التنوع اللغوي والثقافي ارتباطًا وثيقًا بالنجاح في العلاقات الدولية والتبادلات التجارية. يشكل عدم القدرة على تحقيق توافق لغوي وثقافي حاجزًا رئيسيًا أمام الفهم الكامل للمعاني والرسائل التي يحاول الفاعلون الدوليون نقلها عبر الحدود. يمكن لهذه الاختلافات أن تؤدي إلى سوء تفاهم واسع النطاق وإلى تقييم خاطئ لنية الطرف المقابل أو رفض غير مقصود لأفكاره وقيمه.
تعتبر اللغة أحد أهم الأدوات للوصول الثقافي والفكري؛ فهي تمثل الوعاء الذي تُبنى فيه المعرفات ويعبر عنه الأفراد أفكارهم ومشاعرهم. إلا أنه عند الحديث حول أكثر من ألف لغة حية اليوم، يتضح حجم التعقيد الكبير لموضوع الوصول الشامل والعادل بين جميع الشعوب بغض النظر عن اختلافاتها اللغوية. كما يعكس هذا الوضع أيضًا كيفية تجدد دور الترجمة كعنصر حيوي للتواصل الدولي.
اللغة والنمط السلوكي
بالإضافة إلى مجرد ناقل للأفكار والمفاهيم، قد تتضمن بعض الألسن معانٍ مضمنة مرتبطة بطرق خاصة بالتعبير والنطق وبالتالي التأثير بشكل عميق على المشهد السلوكي العام لسكان مجتمع معين. ويمكن لهذا النوع الخاص من المعرفة المحلية أن يفسر ويُساء تفسير لدى محاولة تطبيق قواعد ثقافة مختلفة عنها خارج تلك البيئة الدقيقة ذات الصلة بها مباشرة.
السمات الثقافية وأثرها على القبول اللغوي
يتأثر قبول وانتشار استخدام لغات معينة بمستوى الارتباط الاجتماعي والتاريخي بين الناس الذين ينتمون لتلك الحضارات المختلفة والتي تشمل عوامل مثل درجة التقارب الجيني والديني والتجارب الإنسانية المشتركة وغيرها الكثير مما يساهم بصورة كبيرة بتحديد مدى قابلية تبني الهويات متعددة الأعراق والأصول الأم.
من الضروري إدراك بأن تعزيز مهارة اتقان لغة ثانية ليس أمراً سهلاً دائماً بسبب تأثير الأصالة اللغوية داخل النفس البشرية والذي يعد خط دفاع طبيعي ضد الموجة الجديدة الوافدة الغريبة نسبيًا.
إن مواجهة الخلاف حول قدرة جهودنا العالمية لتحقيق الوحدة بلغتنا المشتركة -الإنجليزية مثلا- أمرٌ محتمل الحدوث نظرا لاعتماد العديد منها كونها الوسيط الأساسي للتفاعل العلم والمعرفي العالمي لكن فعاليته تبقى ملتبسة نوعا ما إذ أنها حتى الآن غير قادرة بعد لحشر كل العالم تحت سقف واحد معرفيا وفكريا.
وفي النهاية فإن تحدي بناء جسور الاتصال المبني علي الاحترام المتبادل بين مختلف البلدان يأتي بمثابة مطلب ضروري لإنجاز نهضة حضارية شاملة تقوم أساساً علي احترام وتقدير تعدديتها الثقافية واللغوية المتنوعة.