إذا كنتِ يا أختي المسلمة تواجهين دورات شهرية تستغرق حوالي 15 يوماً، حيث ينزل الدم لمدة 8-9 أيام، ويتبعها نزول خيوط وإفرازات سوداء وبنية تمتد حتى اليوم الخامس عشر أو السادس عشر، والذي يليها ظهور "القصة البيضاء"، فهذه الحالة تضعك أمام تحديات شرعية خاصة بسبب طول مدة الحيض.
وفق التعاليم الإسلامية، لا يُعد الانقطاع المؤقت للدم أثناء فترة الحيض طهراً، مادام هناك استمرار لنزول تلك الخيوط والإفرازات السوداء والبنية. فالاستمرار بهذه الأحوال يشير إلى أنها جزء من نفس العملية الشهرية، خاصة إذا كان لديك نمط ثابت لرؤية "القصة البيضاء" عند انتهاء الحيض.
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أمر نسائه باتباع مثل هذه المعايير كما ورد عن أم علقمة رضوان الله عليها: "أنها قالت: 'كان النساء يرسلن إلى عائشة أم المؤمنين بدراج تحتوي كرسفا صفراء اللون... يسألنها عن الصلاة'. فأجابت قائلة: 'لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء.' مما يعني انتظار علامة الطهر."
وعليه، إذا شهدت حالتك الاعتيادية رؤية "القصة البيضاء"، عليك بإنتظارها قبل القيام بغسل الطهارة والصلاة والصوم فرضياً. أما بالنسبة للإفرازات المخلوطة بالأبيض والأحمر والسواد المحتملاً؛ فهي بحكم الدم في حد ذاتها، ولذلك يجب التركيز على ظاهرة "القصة البيضاء".
ومن المهم التنويه هنا أن هناك بعض الآراء الفقهية المختلفة بهذا الشأن، إلا أن الرأي الأكثر انتشاراً يدعم وجهة النظر السابقة بناءً على الأدلة والنصوص الشرعية المتوفرة لدينا.
نسأل الله عز وجل أن يحفظنا جميعا ويوفّقنا لما فيه الخير والرشاد.