- صاحب المنشور: لطيفة التونسي
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، شهدت حياتنا اليومية تحولا جوهريا. أحد أكثر التغييرات تأثيرا هو دور وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءا أساسيا من روتين الكثيرين. ولكن هذا الاستخدام المكثف قد أدى أيضا إلى ظهور مشاكل جديدة تتعلق بالثقة بين الأفراد ضمن العلاقات الشخصية. هذه الدراسة ستستكشف كيف تؤثر مواقع مثل "فيسبوك"، "إنستغرام"، و"تويتر" وغيرها على مستويات الثقة بين الأصدقاء والعائلات عبر العصور المختلفة.
**1. **العلامات الاجتماعية وتآكل الخصوصية**
منذ بداية استخدام الشبكات الاجتماعية، كانت هناك مخاوف بشأن الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية. العديد من المستخدمين يشاركون تفاصيل يومهم، صورهم الخاصة وأحياناً حتى علاقاتهم الحميمة عبر هذه المنصات. بينما يعتبر البعض ذلك نوعًا من الشفافية، يشعر آخرون بأن ذلك يؤدي إلى فقدان الشعور بالأمان والخصوصية. هذا الأمر يمكن أن يساهم في خلق شعور بعدم الثقة بين الأشخاص الذين يتوقعون حماية معلوماتهم الشخصية.
**2. التحيز الناجم عن الفلترة الذهنية**
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا تعزيز التحيز الناجم عن الفلترة الذهنية حيث يتم عرض المحتوى الذي يتوافق مع اهتماماتنا أو آرائنا باستمرار مما يعزلنا عن وجهات النظر المتنوعة الأخرى. وهذا يمكن أن يقوض القدرة على فهم الآخرين بطريقة كاملة وبالتالي ينقص من مستوى الثقة العامة.
**3. الدوافع الخفية والمظاهر الزائفة**
غالبا ما يُنظر إلى الصور والفيديوهات المنشورة كدليل مباشر للحياة الواقعية للأفراد. لكن الحقائق غالبًا ما تكون مختلفة تمام الاختلاف عن تلك المحصلة علنياً. الكثير ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لديهم دوافع خفية لإظهار حياة مثالية أو ناجحة بغض النظر عن واقع حالتهم النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الحقيقية. عندما يكشف الحجاب ويظهر الفرق الكبير بين المظاهر والواقع، قد يحدث انهيار شامل للثقة بالنفس وفي بعض الأحيان ثقة الناس بالمحيطين بهم أيضاً.
**4.**الحاجة الملحة للدعم المجتمعي مقابل التنمر الإلكتروني
تشجع وسائل التواصل الحديثة تبادل المشاعر والدعم النفسي القائم على مشاركة التجارب الشخصية. إلا أنها ليست بلا جوانب مظلمة؛ فتلك المواقع توفر مساحة واسعة للمتنمرين الكترونيين للتعبير عن هجومهم ضد الضحية بدون أي رادع أخلاقي تقريبًا وذلك بسبب عدم وجود وجه فردي واضح لتوجيه الغضب نحوه مباشرة. وقد ينتج عنه حالة طوارئ نفسية لدى المستهدف والتي بدورها تضر بثقة الشخص بنفسه وبمجتمعه العام كذلك.
*استنتاج*
إن علاقتنا الجديدة بوسائل الإعلام الرقمية تحمل الكثير من التأثيرات الإيجابية والسلبية على حد سواء فيما يخص بناء وعكس الثقة داخل مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرةAlike. إن إدراك هذه الآثار والاستعداد لمواجهة تحدياتها يعد خطوة مهمّة نحو تحقيق توازن أفضل لاستخدامهما لصالح جميع أفراد الأسرة البشرية المعاصرين.