يحرم شرعًا أن يُفضّل الآباء أحد أبنائهم عند منح عطايا مادية، كالهدايا والعقارات وما إلى ذلك، حيث يؤكد الحديث الشريف المنقول في صحيح البخاري برسالته القائلة "لا تشهد علي جوراً"، مما يعني وجوب المساواة وعدم ظلم الأطفال عبر تقديم مزايا خاصة دون الآخرين.
يوضح الإمام النووي في كتابه "روضة الطالبين وعمدة المفتين": "ليس للأب فضلٌ بماله على أولاده؛ لأنّه ملك لهم بحقّ الضمان". هذا يعني أنّ الأملاك التي اكتسبها الوالدان خلال زواجيهما هي جزء من أملاك الزوجين المشتركة، وبالتالي تعتبر ملكًا مشتركًا لهم وليس لديهما سلطة فردية عليها.
إليك الحلول المقترحة لتلبية مطلب العدالة في حالتكم:
1- يمكن للأب السماح لأطفال آخرين ببناء مساحات إضافية فوق أرضه الأصلية، شرط تحقيق نفس المستوى من المعاملة لجميع الأخوة والأخوات.
2- إذا قرر أحد الوالدين تقديم هدية عقارية مكتملة البناء لإحدى الأطفال، فعليه القيام بذلك لكل ذريته بطريقة متساوية. أما بالنسبة للشقق والإيجارات المؤجرة حاليًا والتي تم بناؤها سابقًا باستخدام حقوق التوسعة، فقد يحتاج الأمر إلى إعادة النظر فيها بناءً على كيفية تقدير تلك المكاسب بشكل عادل ومعقول.
3- اقتراح حل بديل وهو تحديد قيمة الدور الأرضي بما فيه الحديقة والأرض المحيطة بها بواسطة خبير معتمد تقدير قيمة العقارات. بعد حساب القيمة الكلية، تقوم بتوزيع حصص متساوية طبقا لحساب الفرائض الإسلامية، وهي تتعلق بالذكور بنسبة ضعف الأنثى حسب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. تأكد أيضاً من طرح قيمة استخدام حقوق التوسع المُستغلّة سابقا لابنك الأكبر وكل من استخدموها فيما بعد. سيؤول الأمر هنا إلى مشاركتكم الثابتة للعقار وإنشاء ملكيات مشتركة. إن اتخاذ قرار التقسيم السابق الذكر أثناء حياة الوالد قانوني ومقبول تمامًا.
4- هناك طريقة أخرى تتمثل بشراء الشقيق الكبير لنصف ممتلكاته الحالي من أشقاء مختلفين مقابل الحصول مجددًا على حقوق الانتفاع الخاصة به بالإضافة لمنافع إخوانه الأخرى الذين تم الاستفادة منهم أيضًا. وسيكون عقارا جديدًا خارج حدود الملكية القديمة بشرط إجراء عملية تسجيل جديدة وقبول كافة أفراد العائلة لها رسمياً.
وفي النهاية، يجب الأخذ بالحسبان أهمية احترام آبائكم وتقديم الرعاية والحماية اللازمة لهم رغم اختلاف وجهات النظر بشأن إدارة الميراث أثناء فترة وجودهم بيننا حيّاً. المال ملك خاص بهم ويمكن منع الوصول إليه ولكن ليس منذ رحلة رحمة الله إليهم فقط.
تذكر جيداً أنه بغض النظر عن التفاصيل القانونية لهذه العملية، فإن الامتنان وحسن الصحبة هما أساس العلاقة الحميدة والقائمة على الرحمة بين الوالدين وأبنائهم.