- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشهد الكرة الأرضية تحولات جذرية في نظامها البيئي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. هذه التحولات تؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر على توازن مواردنا المائية، وهو أمر حاسم بالنسبة للحياة البشرية والأنظمة الايكولوجية حول العالم. فيما يلي نظرة تفصيلية حول كيفية تأثير تغير المناخ على موارد المياه:
زيادة ذوبان الأنهار الجليدية والقمم الثلجية
يعتبر الجوهر المتجدّد للموارد الغزيرة بالمياه العذبة الموجودة داخل القطب الشمالي والأمازون وأفغانستان هي حقائق هامة عندما يتعلق الأمر بتأثير تغيّر المناخ عليها. حيث تتسبّب الظروف الدافئة بشكل متزايد في ذوبان ثلوج هذه المناطق وبالتالي تقليل كمياتها تدريجيًا. وعلى الرغم من كون الذوبان قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في مستويات الفيضانات المحلية خلال فترة الصيف؛ إلا أنه سيؤدي كذلك لتدني معدلات جريان الماء في السنوات التالية وذلك بإعادة توجيه تلك التدفقات نحو مناطق بعيدة ومابعد موسم الأمطار الموسمية التقليدي مما يعرض الحياة البرية والحضرية لخطر وقوع جفاف شديد الحدة. بالإضافة لذلك فإن رقع واسعة من الغطاء النباتي ستصاب بالشح الشديد نتيجة لنقص مياه الري اللازمة لها كما حدث بالفعل بأجزاء عديدة من الولايات المتحدة الأمريكية كمنطقة كاليفورنيا التي مرت بفترة جدباء طوال عام ٢٠١٤ وتم وصفها حينئذٍ بأنها حالة كارثية بكل المقاييس الزراعية والمجتمعية أيضًا نظرًا لعلاقتهم الوطيدة بهذه القطاعات الاقتصادية الحيويَّة والتي غالبًا ماتكون مصدرا رئيسياً لدعم اقتصاد الدول المختلفة.
تعزيز حدوث ظواهر طبيعية مدمرة مثل الفيضانات والجفاف
يعمل ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن الذوبان المستمر لجليد القطبين والذي يقدر بنسبة تباطوء بمقدار سنتيمتر واحد سنوياً منذ بداية القرن الحالي لكشف مخاطر أخرى ذات ارتباط وثيق بقضية ندرة المياه وهي تعرض مدن ساحلية لحالة غرق تحت وطأة المد العارم وتغيير مسارات مجاري الأنهار الرئيسية بما فيها نهر المسيسيبي الأمريكي مما يشكل تهديداً غير اعتيادي لسكانها وللممتلكات العامة والخاصة أيضاُ . ومن جهة مقابلة فان ترحال الاضطراب المناخي للعناصر الطقسية بين مختلف مناطقا قارته الواحدة يمكن ان يقود لصعود درجات الحرارة المثيرة لأحداث جفاف قارس وفي نفس الإتجاه يُمكن لاحتقان طبقات الهواء العلوية فوق منطقة جغرافيا معينة -حسب نموذج اعصار هارفي الذي ضربولاخرعام ولاية تييكساس الامريكية –أن يساهم بسحب فائضة لكميات هائلة تستطيع تغيير بيئات بحور كامله واحداث دمار شامل لمزارع بحرية بأكملها خاصة وان معظم انواع الأسماك تعتبر ضحايا ضعفاء أمام هذا النوع الجديد المصاحب للتغيرالمناخي من المشاكل الطبيعية المفاجئه والشرسة .
هذه مجرد أمثلة قليلة لما يستلزمه الموضوع الكبير والمعقد المتمثل بكيفية تصاعد احتمالات فقر مواردliquidity water resources كنتائج مباشرة أو هرمونية للتبدلات الحرارية الكوكبية الحالية ولازال الكثير موضع نقاش وصدام علمي ماحول آليات عمله وتحليله بصورة مطابقة للواقع العملي لكن يبقى الاتجاه العام معروف بانه خطير ويحتاج لحلول مبتكرة واستراتيجيات جديدة لتحقيق قدر أكبر من الاستدامة عبر ضبط استعمال الطاقة لإنتاجها وإدارتها بشكل أفضل حتى يتمكن الجميع من مشاركة مصدر حياة اساسي بدون تجاوز الحدود القصوى للاستغلال والاستنزاف بلا عقلانية !