• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تتزايد القدرة والانتشار المتسارع للذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة هائلة مما يثير مخاوف وتساؤلات أخلاقية واجتماعية مهمة. بينما تقدم التكنولوجيا الحديثة العديد من الفوائد المحتملة في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والمجتمع العام, فإنها تحمل أيضا عواقب خطيرة تحتاج إلى معالجة جادة وشاملة. أحد أهم هذه القضايا هو المسائل الأخلاقية المرتبطة بالخصوصية والأمان، حيث يمكن استخدام البيانات الكبيرة التي يتم جمعها عبر الأنظمة المحوسبة للاستخدام غير الشرعي أو الوصول إليها بطرق ضارة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي انتشار الروبوتات والكائنات الآلية المدعومة بتكنولوجيات ذكية إلى خلق فرص عمل جديدة ولكن أيضًا تهدد الوظائف الحالية خاصة تلك ذات المهارات المنخفضة والمعرفة التقنية محدودة.

يجب النظر أيضًا إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على قيم المجتمع البشري وعادات حياتنا اليومية. فعلى سبيل المثال، بإمكان تطبيقات التواصل الاجتماعي والتوصيات الشخصية بناء شبكات اجتماعية وهمية بدلاً من العلاقات الإنسانية الواقعية، وهو أمر يستحق التأمل العميق لفهمه بشكل أفضل واتخاذ الخطوات المناسبة لتفادي الانفصال الاجتماعي المحتمل. كما أنه ينبغي مراعاة الجانب الثقافي للتأثير المحتمل لهذه التقنيات الجديدة على تراث الشعوب وقيمها الدينية والعادات والتقاليد المحلية المختلفة حول العالم.

وعلى الرغم من كل هذا الاحتمال الكبير للأثر السلبي المحتمل، إلا أنه هناك أيضاً فرصة عظيمة لتحقيق الخير باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشرية على تجاوز بعض العقبات العالمية مثل تغير المناخ ومجالات الطب والصحة وغيرها الكثير. لذلك يغدو الأمر ضرورة ملحة تطوير وإصدار تشريعات وأطر قانونية عالمية تضمن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل آمن ومoral يشجع الابتكار ويمنع التحيزات الضارة ضد الأفراد والجماعات ويحافظ على حقوق الإنسان الأساسية وينعم بحماية البيئة الطبيعية. إن التعامل المسؤول والاستباقي مع تكلفة واستخدام وإنشاء تصميم الذكاء الاصطناعي يتطلب جهودًا مشتركة بين الحكومات والشركات العلمية والمجتمع المدني لضمان وجود مستقبل خصب مستدام مبني على أساس شامل وآمن ومتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى العدالة والإحسان والرحمة لكل المخلوقات.