أصول المرجئة: هل يكفي قول 'لا إله إلا الله' لخلاص المؤمن من عذاب النار؟

قد يتم الخلط غالبًا بين المذهب المرجئي والفكرة الشائعة التي تفيد بأن مجرد نطق "لا إله إلا الله" يمكن أن يحمي المرء من عواقب الأعمال السيئة مثل ترك الص

قد يتم الخلط غالبًا بين المذهب المرجئي والفكرة الشائعة التي تفيد بأن مجرد نطق "لا إله إلا الله" يمكن أن يحمي المرء من عواقب الأعمال السيئة مثل ترك الصلاة وصيام رمضان وزakat (الزكاة). هذه فكرة ملفقة, وهي تنسب بشكل خاطئ إلى البعض ضمن فرقة المرجئة.

المرجئة هي مجموعة متنوعة من الفرق الإسلامية التي ظهرت خلال القرون الأولى للإسلام. ولكن عندما نتحدث عن الفرقة المعروفة باسم "مرجئة الفقهاء"، فهي ليست بالشكل العام تطرح الأفكار المتعلقة بتسامح كل الخطايا بسبب مجرد اعتراف القلب بالإيمان. وفقاً لهذه النظرية المعتدلة، فإن الشخص الذي يؤمن حقاً بإحدى العقائد الأساسية للإسلام لديه القدرة على القيام بالأفعال الصالحة والخاطئة. لذا، بينما الاعتقاد ضروري لإقامة حياة دينية صحيحة، الأعمال أيضاً تلعب دوراً حاسماً.

ومن الجدير بالذكر أن هناك وجهات نظر أخرى أقل قبولاً داخل المرجئية، خاصة تلك الناشئة عن تأثيرات خارجية أو الانحرافات الشخصية. هذه الآراء، والتي تعتبرها العديد من المدارس الأخرى كافرة، ترسم صورة خاطئة للمعتقدات الرئيسية للمرجأة التقليدية. يجب التأكيد هنا أن الطوائف المختلفة غالبًا ما تتخذ مواقف مختلفة تماماً حول نفس النقاط المركزية.

بالعودة إلى موضوع وجود علاقة مباشرة بين الاعتقاد وبين الأفعال، فقد أكدت معظم التعاليم الإسلامية على أهمية العمل جنبا إلى جنب مع الإيمان. القرآن الكريم والأحاديث النبوية تشجع المسلمين باستمرار على التحرك نحو الخير وتجنب الشر. بالنسبة لتلك الأقوال الخارجة والتي تشدد فقط على قوة الإيمان دون اعتبار للأفعال، فإنها عادة ما تكون مُساء الفهم أو تمثل نواحي هامشية للغاية من المناقشة الأكاديمية التاريخية. لذلك، يعتبر أي شخص يستخدم هذه المفاهيم لتبرير تجاهل واجباته الروحية والدينية خارج حدود الدين الرئيسي للإسلام.

وفي النهاية، دعونا نوضح نقطة مهمة: الكلام البسيط ("لا إله إلا الله") رغم كونها أساس معتقد المسلمين، ليس بمثابة شارة مرور تضمن الخلود في الجنّة بغض النظر عن نوعية الحياة الدنيا الخاصة بك.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات