على الرغم من أهميته في تقديم نظرة حول حياة الإمام أبو حنيفة ودوره في تشكيل الفقه الإسلامي، إلا أن كتاب "أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء" ليس أولوية بالنسبة للمستجدّين في مجال طلب العلم الشرعي. وذلك يعود إلى عدة عوامل رئيسية:
أولاً، يمكن اعتبار موقف مؤلف الكتاب المؤيد لعقيدة الأشاعرة، والتي ظهرت لاحقًا بكثير بعد وفاة الإمام أبو حنيفة، تحديًا لفهم دقيق وتعليق مستند على الأدلة التاريخية والثابتة. كما يؤكد المؤلف ضرورة اهتمام طالب العلم الجديد باحتياجاته الأساسية المتعلقة بفهم الدين والأعمال الضرورية مثل الشعائر التعبدية كالطهارة والصلاة والصوم والحج بالإضافة إلى المعاملات التجارية إذا كانت مهنة الشخص تتطلب ذلك.
وفي رأيهما، يشجع المستشارون على التركيز أولاً على اكتساب الأساسيات والفروض المفروضة على كل فرد بدلاً من الانغماس المبكر في المواضيع الأكثر تعقيدًا المرتبطة بإعلام الأمام أو دراسة الخلافات بين علماء الدين المختلفين. وللحصول على فهم شامل ومتوازن لشخصيات الأئمة الأربعة، اقترح الموقع الإلكتروني برنامجين محددين هما "أكاديمية زاد"، و"برنامج منصة زاد". حيث يقدم هذان البرنامجين نهجًا تدريجيًّا وآلية منظمة لدراسة النصوص المقدسة والاستفادة منها بشكل عميق وصحيح شرعًا.
ومن المهم أيضًا مراعاة أن أفضل أنواع العلم - حسب التقاليد الإسلامية القديمة - هو فهم وتحليل نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نفسها، وهي دعوة لتضافر الجهود لإيجاد طريقة توازن بين الاستقصاء الأكاديمي المنظم وبين الدراسة التقليدية للحفاظ على تراثنا الروحي وثرائه.
