الحمد لله، فإن إسلام الكافر أو المرتد صحيح حتى وإن كان مصرًا على معصية معينة لم يتب منها. هذا الإجماع بين العلماء. ومع ذلك، هناك خلاف حول ما إذا كانت هذه المعصية ستغفر له بالإسلام أم لا.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوضح أن التوبة تقتضي مغفرة الذنب الذي تاب منه، أما الذنب الذي لم يتب منه فهو باقٍ على حاله. هذا ينطبق على الكافر إذا أسلم، حيث يغفر له الكفر الذي تاب منه بالإسلام، ولكن هناك قولان حول ما إذا كانت الذنوب التي فعلها في حال الكفر ولم يتب منها في الإسلام ستغفر له بالإسلام.
القول الأول يقول إن الإسلام يغفر له جميع الذنوب، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم "الإسلام يهدم ما كان قبله" (رواه مسلم). والقول الثاني يقول إن الإسلام لا يغفر له إلا ما تاب منه، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية" (رواه البخاري ومسلم).
في حالة الكافر الذي أسلم وهو مصر على معصية معينة، مثل شرب الخمر، صح إسلامه بالإجماع. ولكن هل يغفر له شرب الخمر بهذا الإسلام؟ هذا محل خلاف بين العلماء.
في النهاية، يرجى العلم أن إسلام الكافر أو المرتد صحيح، ولكن هناك خلاف حول ما إذا كانت المعصية التي لم يتب منها ستغفر له بالإسلام أم لا. والله أعلم.