- صاحب المنشور: هدى بن وازن
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد التكنولوجيا المتقدمة، يقف الذكاء الاصطناعي كواحد من أكثر القطاعات تأثيراً. قد يبدو الأمر مذهلاً ومخيفاً للبعض؛ فهل سيحلّ الروبوتات محل العمال البشريين ام أنها ستكون مجرد أدوات تعزز الإنتاجية والكفاءة؟ هذا موضوع نقاش عميق يتطلب بحثًا متعمقًا لفهم الآثار المحتملة لهذا التحول الرقمي الكبير على سوق العمل العالمي.
في حين تدّعي بعض الدراسات أن الذكاء الاصطناعي سوف يحل مكان وظائف بشرية عديدة خلال العقود القريبة القادمة، تشير توقعات أخرى إلى أنه لن يؤدي إلا لتغيير طبيعة الوظائف الحالية وليس القضاء عليها تماماً. هذه الفكرة تتلخص فيما يسمى "التوظيف الجديد" الذي يستفيد منه الأشخاص الذين يتمتعون بالمهارات اللازمة لمواءمة مهنتهم مع التقنيات الجديدة. وبالتالي فإن القدرة على التعلم المستمر واكتساب المهارات المناسبة هي مفتاح الاستعداد للمستقبل الرقمي.
ومن منظور آخر، يمكن النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة تُستخدم لرفع مستوى الكفاءة والإنتاجية داخل الشركات والمؤسسات المختلفة. حيث أنه يمكن تقليل العمليات الروتينية اليومية التي كانت تعتمد سابقاً على الجهد الإنساني المكثّف، مما يوفر الوقت والجهد ويسمح للأيدي العاملة البشرية التركيز على مهام أعلى قيمة تتطلب تفكيراً وإبداعا بشريا فريداً.
بالإضافة لذلك، هناك احتمالات كبيرة لظهور مجالات عمل جديدة نتيجة تقدم وتطور الذكاء الاصطناعي نفسه. فعلى سبيل المثال، سنحتاج المزيد والمزيد من الأشخاص ذوي الخبرة في تطوير البرمجيات والذكاء الاصطناعي وصيانة الأنظمة الإلكترونية المعقدة المرتبطة بهذه التقنية المتطورة. كما ستظهر حاجة ملحة لشخصيات قادرة على فهم وتحليل البيانات الضخمة والتي تعد أحد أهم أساسيات نجاح أي تطبيق ذكي اصطناعي.
ختاما، فإن مستقبل سوق العمل مرتبط ارتباط وثيق بخطة الحكومات والشركات تجاه تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. إن وضع سياسات داعمة للتدريب والتوعية حول كيفية استخدام واستخدام هذه التكنولوجيا بكفاءة يعد خطوة حاسمة نحو خلق بيئة توفر الفرص والحماية للموظفين الحاليين والمستقبليين على حد سواء. فالهدف الأساسي هنا هو ضمان بقاء قوة عاملة مرنة وقادرة على مواجهة طلب السوق المتغير باستمرار.