• صاحب المنشور: حليمة بن بكري
  
  ملخص النقاش:
  

  شهد العالم العربي تحولاً دراماتيكياً نحو رقمنة المجتمع والتكيف مع التطورات التقنية الحديثة خلال العقود القليلة الماضية. هذا التحول ليس مجرد تغيير تكنولوجي، بل هو تحوّل ثقافي عميق الأثر يشمل جميع جوانب الحياة اليومية، من التعليم والعمل إلى الترفيه والمجتمع. يتناول هذا المقال التأثير الواسع للتقنيات الرقمية الجديدة على الهوية الثقافية والعادات الاجتماعية للمجتمعات العربية.

١ - تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي: باب للعالم الخارجي

تلاشت الحدود الجغرافية تقريباً بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام وغيرها الكثير. أدى ذلك إلى خلق مساحة رقمية واسعة للمشاركة الفورية وتبادل الخبرات والمعارف بين الأفراد داخل المنطقة وخارجها. بينما قد يوفر هذا البيئة الإلكترونية فرصة هائلة لتعزيز الحوار العالمي وتعليم اللغة والثقافات الأخرى، إلا أنه يمكن أيضا أن يؤدي لمخاطر تتعلق بالخصوصية وأمن المعلومات بالإضافة لتغيرات محتملة في قيم ومفاهيم المجتمع المحلية نتيجة التعرض المستمر لأفكار وعادات مختلفة.

٢ - تأثير المنصات الإعلامية الافتراضية

مع ظهور البث المباشر والفيديوهات القصيرة عبر اليوتيوب والسناب شات، تغير شكل الإعلام التقليدي بسرعة كبيرة. بات بإمكان أي شخص الحصول على مصدر مستقل للأخبار والمعلومات بدون مراجعة الصحفيين أو المؤسسات الرسمية الكلاسيكية مما يعزز الشفافية ولكن قد ينذر بسوء استخدام المعرفة وانتشار الأخبار الكاذبة كذلك.

۳ - االابتكارات المالية الرقمية وتغيير الاقتصاد التقليدى

بدأت العملات المشفرة والمدفوعات الإلكترونية بتغير النظام المصرفي التقليدي في الدول العربية. فتح هذا الباب أمام فرص جديدة ورواتب غير متوقعة سابقاً للشباب الذين يعملون كمحترفين في مجال العملات الرقمية والإيثريوم والأصول المشابهة ولكن أيضاً يحمل مخاطر عالية لاتخاذ القرارات الاستثمارية بلا دراسة مناسبة.

۴ - الثورة التعليمية باستخدام الذكاء الصناعي

استخدام البرمجيات المدعومة بالذكاء الصناعي يسهل فهم المفاهيم العلمية المعقدة ويحسن عملية التدريس سواء كانت حضوريا أم افتراضيا وقد زاد الطلب الكبير عليه أثناء جائحة كورونا حيث اضطر العديد من المدارس للانتقال الى بيئات تعليمية تعتمد بشكل كبير على الإنترنت.

على الرغم من فوائد هذه الأدوات إلا أنها تحتاج لبذل جهد أكبر لفهم حدودها وقدرتها حتى يتم استغلالها بطريقة بناءة وضمان عدم الاعتماد الزائد عنها مما يقوض مهارات حل المشكلات الأساسية لدى الأطفال والشباب