- صاحب المنشور: سهيلة الديب
ملخص النقاش:
استفادت مجالات متعددة من ثورة الذكاء الاصطناعي (AI)، ومن بينها قطاع التعليم. يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات قيمة للتعلم الشخصي والتقييم التكيفي وتحسين الوصول إلى المعرفة. وفي هذا السياق، يمكن لدمج هذه التقنية في منهجيات التعليم تسريع عملية التعلم، تخصيص محتوى الدروس حسب القدرات الفردية للمستخدمين، وتبسيط مهمات التدقيق والإدارة. علاوة على ذلك، يعد تطوير نظام تعليمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي خطوة حاسمة نحو تحقيق الأهداف العالمية للأمم المتحدة المتعلقة بالتنمية المستدامة.
تتيح تقنيات مثل الخوارزميات العصبية ونمذجة اللغة الطبيعية ومجموعات البيانات الضخمة فرصًا كبيرة لتحويل تجربة الطلاب والمعلمين. فعلى سبيل المثال، يستطيع برنامج ذكاء اصطناعي أن يعالج كميات ضخمة من المعلومات ويحللها بسرعة لتوفير توصيات شخصية لكل طالب بناءً على نقاط القوة والضعف الخاصة به. كما يتيح تقدير الوقت والدعم المناسبان، مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية وانغماس أكبر في العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يشجع استخدام الأدوات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي طلاب اليوم على الانخراط في بيئة تعلم أكثر شمولاً وجاذبية، خاصة وأنهم ينشأون ضمن عالم رقمي متطور باستمرار.
من منظور آخر، يساهم تطبيق ذكاء الآلة أيضًا في تحسين كفاءة المؤسسات الأكاديمية وإداراتها. فعلى سبيل المثال، توفر المنصة الافتراضية Moodle، التي تعمل بموجب تراخيص مفتوحة المصدر، حلول إدارة التعلم عبر الإنترنت والتي تتضمن دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي لبناء مسارات التعلم الشخصية وبرامج دعم الإرشاد. وهذا يساعد المعلمين على التركيز على جوانب أخرى هامة داخل الفصل الدراسي دون تضارب مع مسؤولياتهم الأساسية فيما يتعلق بإدارة المحتوى أو تصحيح الامتحانات. وهذه التحولات ستحفز مؤسسات التعليم العالي على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الاستثمار في البنية الأساسية والتقنيات الحديثة لدفع عجلة النوعية الشاملة لمؤسساتها.
وفيما يتعلق بالأهداف الأممية الثلاثة عشر للتغيُّر المناخي والقضاء على الجوع وعدم المساواة، فإن تبني تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي يحمل معه الكثير من الاحتمالات. فهو قادرٌ على تشكيل آليات مستدامة لحل المشاكل المجتمعية وتعزيز النمو الاقتصادي بطريقة أخلاقية وشاملة اجتماعياً. مثلاً، برمجت شركة "إنتل" نموذج شبكة عصبونية عميقة لاستشعار حالات الحرائق الغابية باستخدام صور الأقمار الصناعية، حيث تستطيع هذه الشبكة تحديد مواقع اندلاع النار بدقة عالية قبل انتشارها لمسافات واسعة. ويمكن توسيع نطاق هذه الفكرة لتطويع الذكاء الاصطناعي للاستجابة لكوارث طبيعية أخرى ولمنع آثارها البيئية الخطيرة.
بالإضافة لذلك، يعمل مركز بحوث قطر الوطني للأمن الغذائي ("QCRI") حاليًا على تمكين المزارعين المحليين بواسطة تقنية الزراعة الذكية المبنية على بيانات عميقة (Deep Learning). تقوم هذه التقنية بتحليل معلومات حساسة حول الظروف المناخية والأرض الزراعية وعناصر بحرية أخرى لإنتاج توقعات مفصَّلة حول غلات محددة. وفي النهاية، تساعد هذه القدرة الحكومات والمؤسسات العامة والشركات التجارية على فهم أفضل لقضايا الأمن الغذائي وكيفية مواجهتها، وهو أمر حيوي لصياغة سياسات استراتيجية ذات تأثير طويل المدى على تنمية مجتمعات بأسرها.
ومن الواضح الآن مدى أهمية جمع جهود البحث العلمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة للوصول لنظام تعليمي شامل ومتكامل. فالتعاون الوثيق بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية سيضمن جعل الذك