- صاحب المنشور: المغراوي الصقلي
ملخص النقاش:يؤكد الدين الإسلامي على أهمية الحفاظ على البيئة وتعزيز الترابط بين الإنسان والمجتمع الطبيعي. يعتبر القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة البيئة جزءًا لا يتجزأ من الحياة التي منحها الله للإنسان ليعتني بها ويساهم في تحقيق توازن بيئي مستدام.
العناية بالبيئة في القرآن
تظهر تعاليم الرعاية البيئية بوضوح في العديد من الآيات القرآنية. يقول الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (الأعراف:54). هذه الآية تذكر خلق الكون المتكامل وتأكيد سبحانه على حركة الأجرام السماوية المنتظمة والتي تعتبر مظاهر لقدرته وإتقانه في خلقه.
وتشمل آيات أخرى حثًا واضحًا على العناية بالأرض ورعايتها. مثل قوله تعالى: "فِيهَا أَنْعُمُ رَبِّكَ ذَاتِ الثَّمَرَاتِ مَا لَهَا مِنْ زَوْجٍ وَلَا تُنْبِتُ مِنْ غَيْرِهِ"، حيث تشدد الآية هنا على ضرورة المحافظة على خصوبة الأرض والنباتات وعدم تدميرها بلا داع.
الأحاديث النبوية والدور الإنساني
يتضح تأثير الحديث النبوي أيضًا بشأن دور المسلم في الحفاظ على البيئة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل مسلمٍ في ظلِّ شجرةٍ زرعها يوم القيامة". هذا الحديث يشجع على زراعة الأشجار وإضفاء الطابع الأخضر على العالم المحيط بنا، مؤكدًا بذلك قيمة العمل الصالح الذي يولده الفرد أثناء حياته الدنيا.
كما ورد قول آخر للرسول الأعظم محمد بن عبد الله -صلوات ربي عليه-: "ليس منا من لم يأخذ بحقه ولم يدع دعوة أخيه بالتراب". وهذا يعكس اهتمام الإسلام بتحديد حقوق الجميع والحفاظ عليها حتى فيما يتعلق بموارد طبيعية مشتركة مثل التربة والمياه وغير ذلك مما يستخدمه البشر بشكل جماعي وصحي.
التوازن المستدام بين الانسان والطبيعة
من خلال تطبيق هذين المصدرين الأساسيين لحكمة الإسلام، يمكن بناء فلسفته الخاصة للحفاظ على البيئة والتزاماته نحو مجتمعنا الحيوي الكبير. ومن أجل ضمان استمرارية نظام غذاء متعدد الطبقات ومستقر، يجب اتباع نهج شمولي شامل جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية المرتبطة بالعلاقة مع محيطنا الفيزيائي.
وبهذا فإن الإسلام يوحي باتخاذ موقف استراتيجي مدروس بعناية عند التعامل مع موارد الطبيعة وكيفية توظيفها بشكل يحقق المنافع القصوى للمجتمع البشري دون الإخلال بالتوازن العام للنظام البيئي العالمي.