- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يواجه العالم اليوم تحولات جذرية تتطلب مراجعة شاملة لدور التعليم. لم يعد يُعتبر التعليم مجرد مرحلة مرحلية يتم اجتيازها للحصول على شهادة أو وظيفة معينة؛ بل أصبح ركيزة أساسية للتطوير الشخصي والمهني المستمر طوال العمر. هذا التحول ضروري لاستيعاب التغيير المتسارع والتكنولوجيات الجديدة التي تغزو سوق العمل والمعرفة الإنسانية عموماً. ينبغي للدول والمؤسسات التربوية إعادة النظر في منهجيتها لخلق بيئة تعليم مستدام يمكّن الأفراد من مواصلة التعلم والنمو الذاتي بعد انتهاء فترة الدراسة التقليدية.
مفهوم التعليم مدى الحياة
يشكل مفهوم "التعليم طول العمر" نهجا جديدا للتعلم يشجع الفرد على الاستمرار في توسيع معرفته وطرق تفكيره ليواكب حاجاته الشخصية والأحداث المجتمعية الدائمة التغير. فهو يتعدى حدود الفصل الدراسي الجامعي ويتجاوز الحاجة إلى شهادات محددة لصالح تقديم فرص متواصلة للمعرفة والاستزادة منها حسب الاهتمامات الخاصة لكل فرد. يأخذ ذلك شكلا عديدًا ومتنوعًا بداية بتوفير البرامج الأكاديمية الرسمية غير المكلفة مروراً بالدورات عبر الإنترنت وانتهاء باستثمارات شخصية مثل القراءة الذاتية والمشاركة في المنتديات العلمية المختلفة. إن هدفه الأساسي يكمن فيما يحمله الفرد ليس كمحتوى نظري ثابت بل كقدرة تمتلكها كل شخص لإعادة بناء نفسه وتكيفه مع الواقع الحالي ومستقبله الوظيفي والشخصي.
تحديات وإنجازات تطبيق التعليم مدى الحياة
رغم وجود بعض المعوقات العملية المرتبطة بتطبيق هذه الثقافة الجديدة داخل مؤسسات التعليم النظامية، إلا أنها شهدت تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. حققت العديد من الدول نجاحات مشرفة في تطوير سياساتها التعليمية لتشمل مرونة أكبر وخيارات متنوعة تسمح بمزيدٍ من المرونة بالنسبة لمن يرغب في استكمال دراسته فيما بعد سن الشباب. كما أدى ظهورlended learning(تعلم مختلط) والذي يجمع بين العناصر التقليدية والعصرية كالورش التدريبية الإلكترونية والشهادات الرقمية وغيرهما دوره الكبير أيضا في نشر فكرة سهولة الوصول لهذه الفرصة الثمينة لأغلبية الناس بغض النظرعن مستوى دخلهم الاجتماعي أو موقعهم الجغرافي ذاته.
دروس المستقبل للمدارس الحديثة
وبناء علي ماتشير إليه التجارب الدولية الناجحة حاليا يمكن رسم خطوط عريضة لما يجب ان تسعى اليه المدارس بالمستقبل لتحقيق اهداف التعليم مدى الحياة ومن ضمن تلك الرسومات :
1 - تفعيل الشراكات المثمرة بين المؤسسات التعليمية وشركات القطاع الخاص والجهات الحكومية ذات العلاقة بهدف تبادل الخبرات وتقديم الخدمات المشتركة سواء أكانت تدريب او تمويل لبرامج التعليم المستمر .
2 - اعطاء الأولوية لتنمية المهارات الحياتية والذكاء العاطفي لدى الطلاب كون ذلك يساعد بشكل كبيرعلى اندماجهم بسوق العمل والتفاعل الإيجابي معه بينما يساهم ايضا ببناء قدراتهم الذاتية وقدراتهم الاجتماعية بالتزامن .
3 - التركيز علي استخدام الوسائل التعليمية المتطورة ودمج تقنية المعلومات والصناعات الحديثة بأنظمة التعليم القديمة مما يعطي دفعة قوية لحياة طلابية أكثر حيوية وفائدة .
وفي النهاية فإن توجيه اهتمام خاص لهذا الموضوع سيكون له أثره الواضح بإدخال طبقة جديدة من الاحترافية والجودة إلي عملية خلق كوادر بشريه قادرةعلي تحقيق أحلام شعب بأجمعه وذلك بالنظر الي أهميتة في عالم بات يتسم بسرعة البلبلة وضعف الانتظام فيه مقارنة بالأمس البعيد .