• صاحب المنشور: السعدي البوزيدي
  
  ملخص النقاش:
  تمحورت نقاشات الأفراد حول كيفية مواكبة تطورات العصر فيما يرتبط بتقديم الفتاوى والدروس الدينية. طالب "السعدي البوزيدي" بإعادة تصور شكل تقديم الشريعة الإسلامية ليصبح أكثر جاذبية وانطباقاً على الواقع الحديث، وذلك باستخدام وسائل الإعلام المتنوعة والبرامج الاجتماعية.

وقد أعرب كل من "الطاهر الصالحي"، "عالية الريفي"، و"فؤاد العروسي" عن تأييدهم لهذه الرؤية، مؤكدين على أهمية تحديث أساليب التدريس والاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الإنترنت والميديا المرئية والصوتية لتسهيل إيصال الرسالة الدينية للجماهير الجديدة. كما شددوا جميعاً على ضرورة الاحتفاظ بجذور وشرائع الدين الإسلامي الأصيلة وعدم تجاوز الحدود الشرعية تحت أي ظرف.

بينما أعربت "كوثر الدكالي" و"أريج البوزيدي"، وبدرجة أقل "الزبير البناني"، عن بعض التحفظات بشأن الإفراط في الاعتماد على الوسائل الإعلامية بدون ضوابط شرعية واضحة. اقترحت المشاركات الثلاث الأخريات اتباع نهج وسطٍ يُمكن فيه الجمع بين التقليد الراسخ والمعايشة العملية، مستخدمين بذلك الأدوات التكنولوجية بشكل مدروس حرصاً على عدم تشويه المحتوى الديني أو إسفافه.

ويتضح من المناظرة وجود توافق واسع بين الأعضاء حول حاجتهم الملحة لأن تكون التعليمات والخُلف الدينية قابلة للتماهي مع الحياة اليومية المنبثقة عن عالم رقمي متطور للغاية، بشرط ألّا تتضمن تلك القابلية أي تنازلات تُحدث تغييراً جوهرياً لمنظومة معتقداتها وثابتاتها العقائدية. ومن ثمّ، فإن مفتاح نجاعة هذا النهج المقترح يكمن أساساً في القدرة على إدارة عملية التكامل هذه بحكمة وروحية راسخة حتى يحافظ الخطاب الروحي والسلوكي المرتكز عليه للتوجهات المستقبلية للحياة المجتمعية داخل المجتمع نفسه وخارجه.