- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عصر العولمة الذي يشهد تزايدًا مستمرًا للتبادل الثقافي والتعليمي بين الدول والمجتمعات المختلفة، يظهر التناقض الواضح بين النهج التربوي الإسلامي والقيم الغربية كأزمة حقيقية تواجه الأسر المسلمة والعاملين في مجال التعليم. يتطلب هذا الصراع فهم عميق لثقافة كل بلد والتزام راسخ بالقيم الإسلامية للحفاظ على هويتها وتقاليدها وسط الضغوط الخارجية التي قد تشكل تهديدًا للهوية الدينية والثقافية للأجيال الجديدة.
**التوتر الناجم عن الاختلافات**:
إنّ عملية تعليم الأطفال المسلمين داخل نظام تربوي غير مسلم تتسم بالعديد من التحديات حيث يمكن للمعرفة العلمية الحديثة والنظرية الإنسانية المعاصرة أن تناقض المواثيق الدينية والأخلاقية الإسلامية. فمثلاً، يعاني الطلاب غالبًا من ضغط قبول أفكار أو نظريات علمية تخالف العقيدة الإسلامية مثل نظرية "التطور" والتي تعتبر مخالفة مباشرة لتفسيرات القرآن الكريم حول خلق الإنسان. كذلك الأمر بالنسبة لإدراج مواضيع متعلقة بالموروث الاجتماعي المحافظ ضمن المناهج الدراسية مما قد يؤدي إلى شعور الرفض والاستبعاد لدى الطلاب غير المسلمين.
**دور الأسرة والحفاظ على الهوية**:
تلعب العائلة دورًا محوريًا في توجيه وتعزيز القيم الإسلامية لأبنائها حتى أثناء دراستهم خارج نطاق المدارس الرسمية ذات المرجعية الإسلامية. ينبغي ترسيخ قواعد وأصول الدين منذ سن مبكرة عبر القصص الحكائية والدروس الأخلاقية اليومية لتحقيق تماسك أكبر أمام التأثيرات الجانبية المضادة لمحيط الطفل الخارجي. كما تستطيع المنظمات المجتمعية المساهمة بالتوعية وبناء شبكات دعم اجتماعي مشتركة تربط الأفراد المتشابهين في الرؤية نحو تحقيق هدف واحد وهو تمكين الفرد المسلم ثقافيًا وعقائديًا بغض النظرعن موقعه الجغرافي.
**مقترحات حل الخلاف**:
لتجاوز هذه المشكلة، يجدر بنا اتباع نهجين متكاملين؛ الأول يتمثل بإعادة تنظيم البرامج الأكاديمية لتضم مساقات دينية وثقافية إسلامية بشكل إلزامي للجميع سواء كانوا طلابا مسلمين أم لا وذلك بهدف نشر الاعتراف بحقوق واحتياجات الأقليات الدينية وضمان تكافؤ الفرص التعلمية لكافة الطلبة دون استثناء بناءاً علي مبدأ العدالة الاجتماعية العالمية والإنسانية الجامعة . أما الحل البديل فهو إنشاء مدارس خاصة موجهة تحديدًا لفئة الطلاب ذوي خلفية عرقية وإسلامية محافظة تسمح لهم بممارسة تقليد دينهم بحرية ودعم جهود تطوير مهارات اللغة العربية لديهم بما يحقق وفاء بتعاليم الشريعة وتحسين قدرتهم على التواصل اللغوي الدولي أيضًا .وفي نهاية المطاف فإن مصالح جميع الاطراف قابلة للإرضاء بشرط توفر حسن نيّة ورغبة صادقة باتجاه الوصول لحلول وسط تراعي خصوصيات الجميع وتمكننا من تجاوز عقبات المستقبل بخبرة واستباق لرغائب الأمزجة الجمعية المتغيرة باستمرار .