- صاحب المنشور: منصف البنغلاديشي
ملخص النقاش:يُعدُّ تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة المهنية ومتع الحياة الشخصية تحديًا يواجه العديد من الأفراد في العصر الحديث. مع تزايد ضغوط الوظائف والمسؤوليات اليومية، أصبح الحفاظ على توازن صحي أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للفرد. يتناول هذا المقال هذه القضية المعاصرة، مستكشفًا تحدياتها وأثرها على الفرد والمجتمع.
الصراع الدائم بين العمل والشخصيّة:
في مجتمعنا الحالي، غالبًا ما تكون الموازنة بين العمل والحياة الخاصة أمرًا صعب المنال بسبب جدول الأعمال المضغوط وقلة الوقت المتاح للممارسات الشخصية مثل الترفيه والعائلة والصحة. يشعر الكثيرون بأن مسؤوليات وظيفتهم تتجاوز ساعات العمل الرسمية مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق والإجهاد المستمر. يسعى هذا المقال لتحليل أسباب حدوث هذا الانجراف نحو التركيز الزائد على الجانب المهني وكيف يمكن مواجهة تلك الضغوط بطريقة فعالة تحافظ على كلا الجوانبين.
التأثير النفسي لعدم التوازن:
يعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية من عدة تأثيرات نفسية سلبيَّة. وتشمل هذه الاكتئاب،قلق، الشعور بعدم الرضا وفقدان الإبداع داخل مكان العمل. كما أنه قد ينتج عنه مشاكل صحية جسدية مرتبطة بتوتر وانزعاج جسدي كالصداع وآلام الظهر وغيرها. بالإضافة لذلك فقد يصل الأمر لحالات أكثر خطورة كمشاكل القلب نتيجة ارتفاع معدلات هرمون الكورتيزول المُسبب للتوتر لدى الجسم.
الحلول المقترحة للتغلُّب عليه:
لتحقيق حالة أفضل من الاستقرار الذهني والفكري يجب وضع حدود واضحة بين وقت العمل الشخصي وخارج نطاق المؤسسة التي تعمل بها بحيث تضمن لنفسِك فترة راحة تعتبر ضرورية لإعادة شحن طاقاتك واستعدادك لمواجهة يوم جديد بكل نشاط وإنتاجية. كذلك تشمل طرق التعامل الناجع معه تنظيم مُختلف جوانبك اليومية سواء فيما يتعلق بنمط غذائك أو أخذك قسطا مناسبا من الراحة وممارستك الرياضة المناسبة وكذلك تدريب عقلك وتحسين مهارات التواصل لديك والتأكد دوما بأخذ فترات استراحة قصيرة أثناء عملك تساعد أيضا بإبعاد مخاطر تراكم الضغط الداخلي الذي يؤدي بالنهاية للإصابة بالأمراض المزمنة كالسكر وضغط الدم المرتفع وما إليها .
وفي النهاية ، فإنه بات واضحاً أهمية المحافظة على مستوى عالٍ من القدرة على التحمل الذاتي وعدم التضحية بصحتنا البدنية والمعنوية مقابل مطالب الشركات الرأسمالية الحديثة والتي تسعى دائماً لزيادة إنتاجيتها بغض النظر عما إذا كانت خياراتها ستؤدي لتدمير نظام حياتنا الطبيعي أم لا! لذلك دعونا جميعاً نحث مالكي المشاريع والأعمال التجارية ورؤساء الأقسام المختلفة بمكان اشتغالنا عموماً لأجل فهم حجم تأثير انسحابنا التدريجي خارج أبواب الانتاج حتى وإن كان ذلك يعني بعض الخسائر المؤقتة المالية إلا إنها حتما سوف تعود عليهم وعلى اعمارهم وعائلاتهم بفوائد مضاعفة خلال المدى الطويل حيث إن تركيبة المجتمع المثالي الأصحاء هم أساس نجاح أي منظومة اقتصادية واجتماعية مقارنة بالحالى المبنية الآن وفق رؤية مغلوط بقيمة المال فوق كل اعتبار!.