- صاحب المنشور: بن يحيى بن عبد الكريم
ملخص النقاش:مع تطور العالم بسرعة نحو عصر الرقمنة والتكنولوجيا المتقدمة, لم يعد بإمكاننا تجنب الحديث عن مدى تأثير هذه الثورة التقنية على مجالات مختلفة من حياتنا اليومية. وفي هذا السياق، يبرز قطاع التعليم كأحد المجالات الأكثر تأثراً بالتغيرات التي تشهدها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فهل يمكن اعتبار التحول الذي تشهده البيئة الأكاديمية جراء استخدام الأدوات الرقمية مجرد تحديث بسيط أم أنه يشكل واقعا جديدا تماما يعيد تعريف العملية التعليمة؟
الجانب الإيجابي للتكنولوجيا في التعليم
يمكن القول بأن التكنولوجيا قد قدمت العديد من الفوائد للمنظومة التربوية. توفر المنصات الإلكترونية ومواقع التعلم عبر الإنترنت فرصاً هائلة لوصول أكبر عدد ممكن من الطلاب إلى مواد تعليمية عالية الجودة بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الاقتصادية.
إضافة لذلك، أدى ظهور الأجهزة المحمولة الذكية والبرامج المساعدة مثل نظام إدارة التعلم (LMS) إلى جعل عملية التدريس أكثر مرونة وتفاعلية. فقد أصبح باستطاعة المعلمين الآن إنشاء مقاطع فيديو شرح وتحميل ملفات الوسائط المتعددة وأدوات التقييم الافتراضية والتي تساهم جميعها بتقديم بيئة تعلم غامرة ومتكاملة.
كما سهلت تقنيات الواقع الافتراضي والتعلم الآلي تطوير نماذج جديدة لتجربة التعلم الشخصي حيث يتم تصميم محتوى دقيق لكل طالب بناءا على مزايا ذكائه وقدراته الخاصة.
التحديات والنواقص المحتملة
رغم كل تلك المكاسب الواضحة، فإن هناك أيضا جوانب معاكسة تحتاج الدراسة والمراجعة الحذرين فيما يتعلق بأثر التكنولوجيا على قطاع التعليم:
- انخفاض التواصل الاجتماعي: بينما تسمح لنا الشبكة العنكبوتية بالدخول إلى مجموعة كبيرة من المصادر والمعارف، إلا أنها ربما تؤدي إلى عزلة اجتماعية بين زملاء الصفوف وبين الأساتذة وأتباعهم مما يؤثر سلبيا على العلاقات الإنسانية المهمة داخل الجامعات والكليات.
- عدم الوصول العادل والاستخدام غير الأمثل لأدوات رقمية: ليس جميع طلاب المدارس قادرين ماديا ولا حتى معرفيا على امتلاك الأجهزة الحديثة واتصال مباشر بشبكات الانترنت ذات السرعات المرتفعة مما يعني حرمان هؤلاء الطلبة من الاستمتاع بمزايا تقدم بها نظرائهم الذين تمكنوا من الحصول عليها.
- تأثير سلبي محتمل على الصحة البدنية والعقلية للأطفال والشباب: زيادة الاعتماد على الشاشات الرقمية واستمرار جلوس الأطفال لساعات طويلة أمام الكمبيوتر والحواسيب اللوحية له آثار ضارة محتمَله تتضمن مشاكل صحية عضلية وعصبية بالإضافة لاحتمالية التأثيرات النفسية الضارة مثل اضطراب نقص الانتباه وزيادة مستويات الغضب وضعف المهارات الاجتماعية الناجمة مباشرة بسبب قضاء فترات مطولة بعيدا عن الخروج والتواصل الإنساني المباشر خارج نطاق عالم رقمي مغلق.