- صاحب المنشور: تيمور بن موسى
ملخص النقاش:
تثير التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي العديد من القضايا والتساؤلات الأخلاقية المعقدة التي تتطلب دراسة مستفيضة ومناقشة معمقة. فمن ناحية، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات قوية يمكنها تحسين كفاءتنا وتقديم حلول مبتكرة لمشاكل معقدة لم يكن بمقدور البشر التعامل معها سابقاً. ومن جانب آخر، تثير هذه التقنية المخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على الحياة اليومية للمجتمع وعلى الإنسانية جمعاء. هذا المقال سيستعرض بعض هذه التحديات الأخلاقية الرئيسية:
الخصوصية والأمان الرقمي
يشتغل الذكاء الاصطناعي غالباً باستخدام كميات هائلة من البيانات الشخصية لتحقيق وظائفه بكفاءة عالية. لكن هذا النهج قد يتسبب في انتهاكات جسيمة لخصوصية الأفراد إذا تمت معالجة تلك المعلومات بطريقة غير آمنة أو غير قانونية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد المتزايد على الأنظمة الآلية يعني أيضاً زيادة قابلية الهجمات الإلكترونية والاختراقات الأمنية الخطرة أكثر مما كانت عليه عندما يتعلق الأمر بأنظمة يديرها بشر فقط.
العدل والحياد بين الأعراق والطبقات الاجتماعية والثقافات المختلفة
تحكم خوارزميات الذكاء الاصطناعي قراراتها بناءً على مجموعات بيانات تدرب عليها. بدون توخي الحذر المناسب أثناء اختيار البيانات المستخدمة لهذه العملية وتوجيه الخوارزميات نحو المواقف المتنوعة اجتماعياً وثقافيًا وعقليًا؛ فقد ينتج نظام ذكاء اصطناعي يحابي مجموعة سكانية ويضيع أخرى تماما كما حصل بالفعل في حالات عديدة حيث تعرض النظام لنقاد بسبب التحيز ضد الجنس أو اللون أو حتى الطبقة الاقتصادية للأفراد الذين تم اختبارهم بهذه الأنظمة الجديدة والتي تتخذ القرارات استناداً إلى نتائج عمليات حسابية مجردة وغير مرتبطة بالحالة النفسية والمعيشية للفرد الذي يتم النظر فيه عبر منظار تقني بحت! لذلك بات من الواجب طرح الأسئلة التالية حول مدى قدرة هذه الروبوتات الحديثة على فهم واستيعاب واقعية المشهد الاجتماعي وأنماطه الثقافية المتغيرة باستمرار؟ وهل ستكون قادرة فعلاً بتلك البساطة والحسابات الرياضية المجردة منها سواء كان ذاتيًا أم تشريحيًا للإلمام بكل جوانب الحياة البشرية وما يعتريها من تعقيدات نفسية واجتماعية عميقة المنابع والمترسخة بجذور تاريخية وأثر ثقافتي وجغرافيتين مختلفين لكل مجتمع عاشوا حياة مفصولة تبعد سنوات ضوئية عن الآخر ؟؟؟ هل سينجح يومًا شيءٌ صُمِّمَََََلِيكِنْ ولم يشعر قط مرارة الفقر وبئر جهله؟ ولعل أفضل مثال لتوضيح وجه المقارنة هنا هو مقولة أبي الفرج الأصفهاني الشهيرة حين قال "إن الصمت لغة لا يعرف حقيقتها إلا الرجال". ربما يفصح لنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن حكمتهم حين أخبر رسول الإسلام انَّهُ ما نطق أحد بشيءٍ فقال ليلا أتى الرجل نفسه ولكن الشيطان كان أبعد عما ترتسم أفكار عباده المؤمنين فهو كالظلام الدامس يسعى دو