عندما خلق الله الإنسان، خلقه في أبدع صورة، متناسقاً داخلياً وخارجياً، مظهراً الإعجاز الإلهي في قدرته على خلق البشر وتدبير أمورهم بكل تفاصيلها. ومن أبرز العناصر التي تجلت فيها عظمة الخالق هي الجينات، وهي التركيبة الأساسية لجسم الإنسان. الجينات تلعب دوراً حيوياً في تنظيم وظائف الجسم وتساعد الفرد على متابعة أمور حياته بسهولة ويسر.
الجينات هي وحدات من المادة الوراثية المسؤولة عن الوظائف الحيوية في الجسم. تساعد الجينات الإنسان في تخطي الأزمات الصحية التي يمكن أن يصاب بها، وتمكّنه من إدارة التفاعلات الكيميائية الداخلية في الجسم بدون الحاجة إلى الوصول لطبيب. تختلف الجينات من حيث النوع والكمية، حيث تتناثر في جسم الإنسان بشكل كامل، وتتواصل مع الدماغ من أجل القيام بكافة الأمور الضرورية للجسم، بما في ذلك إنتاج البروتينات والفيتامينات وغيرها.
تختلف وظائف الجينات من مكان لآخر في الجسم، ومن أهمها تلك التي توجد في الدماغ والتي تساعد في ضخ الدم من القلب. هذه الوظائف مسؤولة بشكل كبير عن توصيل الجسم إلى مراحل مهمة من حياته، وتساعده في متابعة كافة الأمور. زاد الاهتمام بالتركيب الجيني للإنسان لأن الطفرات الجينية قد تؤدي إلى أمراض عديدة. الجين هو الذي يحدد كل شيء في الإنسان، ابتداءً من لون شعره ولون بشرته، وانتهاءً بصحته العامة.
تقع أغلب العوامل الوراثية داخل نواة كل خلية من خلايا الجسم، ولكن بعض الجينات تتواجد داخل الميتوكوندريا، وهي العضية المسؤولة عن إنتاج الطاقة للخلية. نرث نصف جيناتنا من والدتنا ونصفها الآخر من والدنا، وتحدث هذه العملية منذ لحظة دخول الحيوان المنوي إلى البويضة.
اكتشاف الجينات أدى إلى اعتناق العديد من العلماء في مختلف أنحاء العالم للدين الإسلامي، الذي يتحدث عن قدرات الله وعظمته في بناء الجسم الإنساني بكل دقة وتفصيلية. فكل جين في الجسم له وظيفته الأساسية التي أمرها بها الله سبحانه وتعالى. على سبيل المثال، هناك جين معين مسؤول عن التئام الجروح، وجين آخر مسؤول عن استعادة الوظائف الطبيعية بعد الإصابات والرضوض.
في الختام، يمكن القول إن الجينات هي العمود الفقري للحياة والصحة، حيث تلعب دوراً حيوياً في تنظيم وظائف الجسم وتساعد الفرد على متابعة أمور حياته بسهولة ويسر. إن فهم هذه الجينات ودراستها يمكن أن تكشف لنا المزيد عن الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان وتدبير أموره.
