• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تعدُّ حرِّيَّة الصَّحافَة إحدى أهم ركائز الديموقراطيات الحديثة؛ فهي الضامن الرئيسي لشفافية الحكومات والمساءلة أمام المواطنين. تُعَد هذه الحرية حقاً أساسياً لكل فرد حسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على الحق في تلقي المعلومات بنفس القدر الذي يُؤمن به الحق في التعبير عنها بحرية. تشمل حرية الصحافة كل شيء بدايةً من الوصول إلى المعلومة وانتهاء بالنشر دون تدخل أو رقابة غير ضرورية.

في مجتمعاتنا العربية والإسلامية خاصة، غالبا ما تواجه الصحافة تحديات كبيرة تحاول الحد من قدرتها على أداء دورها كراعية للمصلحة العامة ومراقبة الأداء السياسي والإداري للحكومات. قد تأتي تلك القيود بأشكال مختلفة مثل الرقابة القانونية والقمع الجسدي والتهديد والتخويف وغيرها الكثير مما يحول بدون شك دون تحقيق شفافية حقيقية واتخاذ القرار المستنير لدى الجمهور.

لكن رغم ذلك، هناك أمثلة مشرفة تظهر كيف يمكن للصحافة عندما تكون حرة فعالة جدًا في تعزيز الديمقراطية وتنميتها. فمثلاً خلال الربيع العربي عام ٢٠١١ لعب العديد من الصحفيين دوراً محورياً في تسليط الضوء على الفساد والاستبداد وتعزيز مطالبات الشعب بالإصلاح حتى وإن تعرضوا للأذى الشخصي والسجن بسبب عملهم.

ومن أجل ضمان استمرار هذا الدور الحيوي تحتاج المجتمعات والدول لاتخاذ مجموعة من الخطوات العملية لدعم حرية الإعلام وضمان حقوق الصحفيين المحترفين الذين يقدمون خدمات جليلة لمجتمعهم وللمستقبل المشترك. بعض أهم المقترحات هي سن قوانين واضحة ضد التجريم العقابي للمعلومات التي يتم نشرها وتوفير بيئة عمل آمنة وخالية من الخوف حيث يشعر الجميع بالأمان عند القيام بتغطية الأخبار السياسية والعامة. بالإضافة لإقرار التشريعات الواضحة والمعلنة حول كيفية التعامل مع الدعاوى الجزائية المتعلقة بالصحافة وعدم ترك أمر التحكم بها مطلقًا لأراء الأفراد ذوي السلطة حاليا.

وفي النهاية فإن دعم حرية الصحافة ليس مجرد مسألة أخلاقيه او سياسيه بل هو مطلب حياتي للتطور والحفاظ على العداله الاجتماعية والسياسيّة داخل أي بلد يرغب بحياة كريمة لشعبه ولدولة قائمة على اسس محكمة ومتينة.