- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشهد مجتمعاتنا اليوم انتشارًا واسعًا للألعاب الإلكترونية بين الشباب، مما يثير تساؤلات حول التأثيرات المحتملة لهذه الظاهرة على صحتهم النفسية. وفي حين توفر هذه الألعاب شكلًا ترفيهيًا شيّقًا وتنمي مهارات معينة لدى اللاعبين مثل التركيز والسرعة واتخاذ القرار؛ إلا أنها قد تحمل أيضًا عواقب محتملة إذا لم يتم التحكم فيها بشكل صحيح.
أولاً، يمكن للألعاب الإلكترونية ذات التصنيف العنيف أو الذي يشجع العنف والسلوكيات غير الأخلاقية أن تؤثر سلبًا على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية لدى اللاعبين. كما يمكنها تشجيع نماذج سلوكية مضرة اجتماعيًا ونفسيًا، خاصة عند الإسراف في لعبها لفترة طويلة. دراسات حديثة أثبتت وجود رابط قوي بين زيادة مدة اللعب والعزلة الاجتماعية وانخفاض التفاعل والحوار مع أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت وجود ارتباط بين الاعتماد الزائد على ألعاب الفيديو وإدمان الإنترنت واضطرابات النوم ومشاكل نفسية أخرى كالاكتئاب والقلق.
ومن ناحية أخرى، فإن بعض أنواع الألعاب الإلكترونية لديها القدرة على تحقيق نتائج مفيدة لصحة الفرد العقلي والنفسى إن تم استخدامها بطريقة مسؤولة ومنضبطة. فمثلاً، تطوير العديد من البرامج التعليمية والتوعوية التي تعتمد أساسًا على اللعبة لتسهيل عملية التعلم والاستيعاب للموضوع المطروح، تعد أحد الأمثلة الواقعية لفعالية واستخدام الذكاء المصطنع لأغراض مفيدة تتجاوز مجرد الترفيه. أيضاً، أثبتت الدراسات العلمية دور الألعاب الهادفة في تعزيز المهارات الحركية والمعرفية لدى الأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض ذهنية كالزهايمر وألزهايمر المبكر وذلك عبر تحفيز مراكز المخ المسؤولة عن تلك العمليات المعرفية المختلفة.
وفي النهاية، يتوقف مدى تأثيرات الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للفرد بحسب طبيعتها وظروف الاستخدام المرتبط بها. لذلك تبقى مسؤولية توجيه هذا النوع الجديد من الوسائل الإعلامية نحو هدف نبيل وفائدة أكاديمية واجتماعية واقتصادية متاحة أمام الجميع بشرط تنظيم الوقت وجهوده لتحقيق توازن بين العالم الرقمي وعلاقات الإنسان الإنسانية الحقيقية داخل محيط المجتمع المحلى والعائلي الواسع.