- صاحب المنشور: زهراء بن عطية
ملخص النقاش:
تُعدّ الثورة الرقمية التي تشهدها الإنسانية اليوم ثورة غير مسبوقة في تاريخ البشرية؛ حيث أدت إلى تغييرات جذرية في جميع المجالات تقريباً. ومن بين هذه القطاعات الحيوية قطاع التعليم الذي يواجه تحديات متزايدة ومستمرة تتطلب حلولاً مبتكرة للبقاء مواكبًا لعصر المعرفة المتسارع. يأتي هنا الدور المحوري للذكاء الاصطناعي كعامل حافز رئيسي نحو تطوير عملية التعلم وتحسينها عبر توفير فرص تعليمية متنوعة وجذابة للمتعلمين من مختلف الأعمار والخلفيات. فما هي آفاق هذا التعاون الوثيق بين التقنية الحديثة وطرائق التدريس التقليدية؟ وكيف يمكن لاستخدام البرمجيات الآلية المساعدة على خلق تجارب تعليمية فعَّالة وشاملة تلبي احتياجات الطلاب الحاليين والمقبلين؟ وفي الوقت ذاته، هل هنالك مخاوف ملحة بشأن تأثير الروبوتات وأدوات العقل الإلكتروني على سوق العمل المستقبلي وعلى القيم التربوية الأصيلة؟ دعونا نقفز الآن داخل عالم الذكاء الاصطناعي واستشراف مستقبل نظام التعليم العالمي بشغف وانفتاح الباحثين عن معرفة جديدة!
إحدى أهم مكاسب الاستعانة بالذكاء الصنعي تكمن في قدرته الهائلة على تبسيط العمليات الأكاديمية الشاقة والمعقدة لصالح المتعلم والفصول الدراسية المختلفة. فهذه المنظومة قادرة على تقديم مواد دراسية مبسطة وشرح مفاهيم معقدة بأسلوب جذاب وميسر لهم. كما أنها تساعد مدرسي المدارس والكليات الجامعية بتخفيف عبئهم الإداري وتسهيل مهمتهم أثناء الفصل الدراسي حين توفر نسخا موثوق بها لبرمجيات إدارة الصف والمراقبة الذاتية للأداء الفردي لكل طالب فردياً. بالإضافة لذلك، تساهم تقنيات "التعلم الشخصي" والتي تعتمد عليها معظم برامج الذكاء اصطناعيا في ضمان توافق محتوى المحتوى مع مستوى مهارات وصعوبات كل طفل أو شاب مما يساهم بصنع بيئة تعلم أكثر خصوبة وطموحات أكبر للإنجاز العلمي. وبذلك يتسنى لنا تحقيق هدف زيادة الوصول إلى الخدمات التعليمية بغض النظر عن المكان الجغرافي للجماهير المستهدفة منذ سن مبكر حتى مرحلة مرحلتين جامعتيهما الأولى والثانوية. ولكن بينما نحتفل بهذا التحول الكبير فإن مسألة التأثير الاجتماعي المرتبط بالتكنولوجيا والآلات اليمانية تبدو ملحة كذلك إذ يشكو بعض الخبراء من احتمالية غياب العنصر الانساني والعاطفي ضمن بناها الأساسية مقارنة بطريقة الاعتماد المباشرة على معلم بشري حي قادرٌ على تأويل المشاعر وتعزيز الارتباط المجتمعي بين أفراد مجتمع واحد حول العالم العربي خاصة والذي يحافظ بدرجة كبيرة على تراث ثقافي عريق ومتجدد دائماً رغم حكم الظروف السياسية المضطربة مؤخراً. لذا فانه بات من المهم وضع قوانين وقواعد واضحة تضمن عدم استبدال الكفاءة humaines بالتقنية وحدها لان ذلك سيؤثر بلا شك على قيم سامية كالصدق والأمانة واحترام الآخر داخل مؤسسات تربوية اسلامية أصيلة ذات هويتها الخاصة بفلسفات واهداف مختلفة تمام الاختلاف عمّا قد يفهمه البعض خارج حدود الدولة العربية والإسلامية نفسها نظرا لتعدد مدارس تفكيرها وفروعها المعرفية المبنية أساسا على نصوص دينية قرانية وآثار رسول محمد صلى الله عليه وسلم المبشر بالأمة المثقفة المنتظمة ذات النهج العادل الجامع لأرواح خلقه بكل رحمة وغفران . وينطبق الأمر أيضا بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط وهي منطقة تمتلك اكثر انواع تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين تقدم وتميز لكن يبقى هناك نوع حساس للغاية وهو النوع المتعلق بالإنسانية والحفاظ عليه عند استخدام ادوات صنع الإنسان نفسه باستخدام عقله وقدراته الخاصة بعيدا عن اجتهاد آلات مط