• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  إن الثورة الصناعية الرابعة التي تشهدها العصر الحديث تتميز بتطور وتزايد استخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء والتكنولوجيات السحابية. ومن الواضح أن هذه التقنيات تؤثر بشكل كبير ودائم على مختلف جوانب الحياة الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالعمل والحياة الاجتماعية للمجتمعات المعاصرة.

تأثيرات تكنولوجية على سوق العمل:

تؤدي التحولات الرقمية إلى خلق فرص عمل جديدة بينما تحل محل أخرى قائمة بسبب زيادة الكفاءة والإنتاجية التي توفرها الروبوتات وأنظمة التشغيل الأوتوماتيكي للعمليات الحسابية وإدارة البيانات وغيرها مما كان يقوم به البشر سابقًا بكثيرٍ من الجهد والمال. ويُشار هنا إلى ظاهرة "تصفية الوظائف" والتي تتضمن فقدان عدد كبير نسبيا من الأشخاص لوظائفهم نتيجة اعتماد الشركات والمؤسسات الحديثة على أدوات رقمية تعزز إنتاجيتها وتحسن جودة منتجاتها أو خدماتها.

وفقا لدراسة أجرتها شركة PwC عام ٢٠١٨ فإن حوالي ١٥% من وظائف العالم معرضون لمخاطر الاستبدال جزئيا أو كليا خلال السنوات القادمة بسبب تطبيق تقنيات ذكية ذات طابع استقلالي أكبر. وعلى الرغم من هذا الواقع الجديد إلا أنه توجد العديد من المهارات الجديدة المرتبطة بالتكنولوجيا الناشئة والتي تستدعي تطويرا مستداما لاستثمارات القطاع الخاص والحكومي لتمكين كافة أفراد المجتمع الحالي والمقبل للاستفادة منها والاستثمار فيها بطرق مبتكرة ومبتكرة أيضا للحفاظ على مرونة اقتصاديات الدول المختلفة أمام تحديات المستقبل.

وعلى نحو متصل يمكن النظر لتأثيرات التغيرات التكنولوجية على مجالات التدريب التعليمي حيث يشجع انتشار التعلم الإلكتروني عبر الانترنات والشخصنة باستخدام البرمجيات البيداغوجية الطلاب والمعلمين لإعادة تقييم قدراتهم ومعارفهم باستمرار وبناء علاقات شخصية أكثر فعالية مع بعضهما البعض وكذلك إعادة تصنيف المناهج الدراسية بما يوائم احتياجات القرن الحادي والعشرين ومتطلباته الخاصة بالأتمتة والثورة الرقمية بكل أبعادها العلمية والأخلاقية أيضاً

وفي الأخير ينصح الخبراء بأن يؤخذ بعين الاعتبار جانبٌ آخر مهم وهو الجانب الاجتماعي والنفسي للإنسان عند تصميم واستخدام كل تلك الأدوات العلمية الحديثة وذلك حفاظاً علي توازن انساني واسع وصحي بين حاجتنا للتقدم التقني وما نحتفظ عليه دائما كمجتمع بشري له قيمه وثوابته الدينية والثقافية المجردة .