- صاحب المنشور: عبد المهيمن بن زيدان
ملخص النقاش:
أحدثت الثورة الرقمية تحولاً عميقًا في مجالات عديدة، ومن بينها قطاع التعليم. يعدّ تفعيل التقنيات الحديثة داخل الفصول الدراسية أحد أهم سمات القرن الـ21 التي تسعى إليها معظم الدول لتطوير نظام تعليمي أكثر فعالية وكفاءة ومتعة للمتعلمين. رغم الإمكانيات الهائلة التي توفرها هذه الوسائل التكنولوجيا، إلا أنها تواجه مجموعة متنوعة من العقبات والتحديات التي تستحق النظر والتحليل بدقة. هذا المقال سوف يستعرض بعض جوانب التدخلات التكنولوجية في العملية التعليمية ويستكشف الفرص المتاحة أمامها لمواجهة تلك الصعوبات وتحقيق رؤيتها نحو المستقبل الباهر.
التحديات الرئيسية للتدخلات التكنولوجية في التعليم
1. التسرب الرقمي وفجوة الاتصال:
يعيش العالم اليوم سيناريو المعرفة الرقمية والمادية حيث يجد العديد من الطلاب والأفراد صعوبة في مواكبة وتلبية حاجتهم للحفاظ على مستوى مهاراتهم الحاسوبية والإعلامية مع اكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية الأخرى. يعاني البعض الآخر من نقص الموارد والبنية التحتية اللازمة للاستفادة الكاملة مما تقدمه الحلول الإلكترونية مثل الأجهزة المحمولة وأنظمة الواي فاي عالية السرعة وغيرها. تؤدي هذه المعضلة إلى خلق فجوات رقمية واضحة تتسبب بتباين قدرة المتعلمين على تحقيق فهم دقيق ومشاركة واسعة لحلول التعلم الحديث. وبالتالي فإن هدف حل هذ المشكلة يتطلب جهود مشتركة تشمل الحكومة والمؤسسات التعليمية والشركاء القطاع الخاص لتحسين الوصول والاستخدام الآمن للتقنية الحديثة ضمن البيئات التعليمية المختلفة.
2. مسألة القيمة مقابل تكلفة الاستثمار في تكنولوجيا التعليم:
إن تحديد الموازنة المناسبة لاستثمارات تقنية التعليم هو أمر بالغ الأهمية لمنظمات التعليم الحكومية والخاصة على حد سواء. بينما تقدم التطبيقات الرقمية مؤشرات مبهرة حول فعاليتها القصوى لقياس مدى نجاح البرنامج مقارنة بالنماذج التقليدية، تبقى هناك مخاوف بشأن ارتفاع أسعار المنتجات البرمجية وصيانة الأجهزة. يناقش خبراء مجال تطوير السياسات العامة قضية توليد عائد استثماري مناسب لهذه التجارة الجديدة عبر دراسة تأثير استخدام أدوات تعلم مبنية على أساس رقمي والتي تساعد بإصلاح ثقافات التعليم القديمة وتعزيز مشاركة طلاب أكثر تنافسية. علاوة على ذلك، قد يشكل التحويل نحو مبادرات وسائل الإعلام التربوية الجديدة عبئًا زائدا للأسر ذات الدخل المنخفض مما يؤثر لاحقا على فرص حصول أبنائها على امتيازات متزايدة بالمقارنة لأقرانهم الأكثر ثراء.
آفاق وآمال جديدة للتدخلات التكنولوجية في التعليم
على الرغم من وجود عقبات كبيرة، مازال لدينا الكثير لننتظره فيما يتعلق بمستقبل دور التقنيات المساعدة في دعم جهود النهضة التعليمية. إليكم بعض الأمثلة المحتملة لما يمكن توقعه خلال السنوات القليلة المقبلة:
* التعلم الشخصي المُخصص: استناداً لقواعد البيانات الضخمة وقدرتها العملاقة لرصد بيانات المستخدمين الشخصية وإحداث نموذج محدد لكل فرد بناء عليها، ستتمكن نظم إدارة سير عملية التعلم الذاتي بنمطٍ جديد تمامًا يسمح بانفتاح نطاق الخيارات المطروحة أمام التلامذة ليتمكنوا من اختيار اهتمامات علميه خاصة بهم وعبر طرق تعليم غير تقليدية وذلك وفق خطط دراسية مرنه وشخصية تم تصميمها خصيصآ لهم.
* الألعاب الواقعية والمعززة: لقد شهدنا بالفعل ظهور ألعاب واقعية ثلاثية الأبعاد مصممة خصيصًا لغرض التعليم كجزء حيوي منه بغض النظر إن كانت موضوعاتها متعلقة بأبحاث العلوم أو التاريخ أو الأدب العربي القديم وما شابه. تعمل هذه الألعاب بطريقة مبتكرة للغاية بحيث يتم بعد فترة تدريب قصيرة إعادة تمثيل 상호 작용 بين هؤلاء الطلبة الذين شاركوا سابقاً بأنواع مشابهة منها ولكن الآن بصفتهم شخصيات