- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم تغييرات جذرية خلال العقود القليلة الماضية بسبب تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد انعكس هذا التحول الرقمي أيضًا بشكل كبير على القطاع التعليمي، مما أدى إلى ظهور نماذج تعليمية جديدة وأساليب تدريس مبتكرة. ومع ذلك، فإن هذه الثورة التقنية قد أثارت نقاشاً متزايداً حول مدى توافقها مع الهوية الثقافية والقيم المجتمعية. هل يمكن اعتبار الابتكار التكنولوجي مجرد أداة قوية لتعزيز عملية التعلم أم أنه يهدد بتجاوز الحدود الثقافية وتأثير سلبي على تراثنا المجتمعي؟
فيما يتعلق بالنظام التربوي العربي والإسلامي تحديدًا، هناك اعتراضات فكرية بشأن الاستخدام المكثف للتكنولوجيا الحديثة كبديل حصري للممارسات التقليدية التي تعتمد على الاحتكاك الشخصي والتفاعل الفوري بين المعلمين والمتعلمين. يشعر البعض بالقلق من احتمالية فقدان روحانية التجربة التعليمية وفقدان روابط التواصل الاجتماعي نتيجة الاعتماد الزائد على الوسائط الإلكترونية البعيدة. تجدر الإشارة هنا إلى وجود مواقف مختلفة داخل الفضاء الإسلامي نفسه؛ حيث تؤكد بعض الأفراد والأحزاب السياسية والدينية ضرورة الحفاظ على الطابع الأصيل للتربية الإسلامية أثناء تبني تقنيات القرن الواحد والعشرين. وبعبارة أخرى، كيف نحافظ على هويتنا الثقافية بينما نستغل قوة محركات الإنترنت ومناهج الذكاء الصناعي المتاحة لنا حالياً؟
ومن ناحية أخرى، يدعم دعاة استخدام التكنولوجيا بشدة قدرتها على إزالة حواجز المسافة وزمن الوصول، مما يسمح بإتاحة الفرصة للحصول على معلومات دقيقة ومتنوعة ومتجددة باستمرار بغض النظر عن الموقع الجغرافي للمستخدم. وفي الواقع، توضح العديد من الدراسات العلمية قدرة المنصات الرقمية مثل "Coursera" و"EdX" وغيرها على تحقيق نتائج أكاديمية ملحوظة لدى الطلاب الذين اختاروا اتباع مسارات تعليمية عبر الإنترنت عوضا عما هو موجود بالمؤسسات الجامعية المحلية. ولكن رغم هذه المؤشرات المشجعة لاستخدام الاتصال الشبكي كنقطة بداية مهمة نحو مجتمع معرفي أكثر شمولا وإنتاجيا، فلا ينبغي لنا تجاهل مخاطر الضغط المتواصل لمجاراة سرعات تقدم العصر الحديث مقابل تهديد تأثيرات الأيديولوجيات الغربية ذات الدور الكبير في تشكيل توجهات محتوى تلك المواقع الناشئة حديثا والتي غالبا ماتكون بعيدا كل البعد عمّا يحمله جوهر عقيدتنا وشرائع ديننا الحنيف!
وفي النهاية يبقى الأمر موضع نقاش مستمر وسط تعدد وجهات النظر المختلفة لكل طرف ؛ فالبعض يسعى لإيجاد حل وسط مناسب يأخذ بنظر الاعتبار أهميه الجانبين -قديم وحديث -ويحرص أيضا بالحفاظ علي خصوصيتنا كمواطنين عرب واسلاميين ملتزمين بقيمه دينهم ومجتمعهم الأصيل... بالتالي فأنه ليس بالإمكان الحل الأنسب لهذه قضيه إلا باتخاذ خطوات مدروسة تستوعب جميع مطالبات الجميع وتحقيق نوعٍ من التوازُن المنشود حتى يتم ضمان استمرارية نجاح جهوده المستقبلية المرتبطه بها ارتباط وثيق !