- صاحب المنشور: المصطفى المنصوري
ملخص النقاش:
إن الحديث حول دور الإسلام في مجال التعليم هو نقاش عميق يمتد جذوره إلى القدم الأولى للإسلام. يُعتبر التعليم جزءاً أساسياً من عقيدة المسلمين، حيث يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهميته. يقول الله تعالى في سورة العلَم، الآية 69: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " [العلق:1]. هذا الأمر الأولي بالإعلاء من مكانة القراءة والتعلم يدل على مدى اهتمام الإسلام بالتعليم منذ بداية تأسيسه.
التعريف بالعربية كلغة مقدسة للتعلم:
في الإسلام، تُعتبر العربية اللغة المقدسة التي نزل بها الوحي الإلهي. لذا فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل بين البشر فحسب، بل هي أيضاً أدوات ليفهموا ويطبقوا تعاليم الدين والشريعة الإسلامية. وهذا ما أكدت عليه السنة النبوية الشريفة؛ فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعلم العربية وقال: "من كانت عنده حاجة إلى العرب فليأتني". هذا التشجيع على معرفة اللغة العربية يعكس حرص الإسلام على أن يتمكن جميع المؤمنين من فهم الكتاب العزيز وتلاوته وفهمه.
التربية والتوجيه الأخلاقي والديني:
بجانب التركيز الأكاديمي، يشجع الإسلام أيضا على التنشئة الروحية والأخلاقية جنبا إلى جنب مع المعرفة العلمانية. يؤكد المسلمون على ضرورة الجمع بين الحكمة والفطرة الإنسانية أثناء عملية التعلم. كما ورد في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وبالتالي فإن النظام التعليمي الإسلامي ليس فقط لتزويد الطلاب بالقضايا الفنية أو النظرية ولكن أيضًا بتعزيز مجموعة قوية من المهارات الشخصية مثل الرحمة والعدالة واحترام الذات والمشاركة المجتمعية.
انتشار المدارس والمعاهد الدينية عبر التاريخ:
لقد ظهر نظام مدارس مميزة معروف باسم "المدرسة" خلال العصر الذهبي للأندلس والإمبراطوريات الإسلامية الأخرى في القرن الثامن الميلادي وحتى الخامس عشر. وقد قدمت هذه المؤسسات نهجا شاملاً للتعليم يتضمن موضوعات مثل الرياضيات والعلوم والفقه والعروض الأدبية بالإضافة إلى الدراسات الدينية الأساسية. ومن الأمثلة البارزة لهذه المؤسسات مسجد قرطبة الذي أصبح مركزا ثقافيا ومؤسسة علمية رائدة في العالم المسلم آنذاك والذي شهد ازدهارا لعب دورا محوريا في تشكيل شخصية الأندلس وتعليمها طوال تاريخها الغابر.
تحديات وآفاق مستقبلية للنظام التعليمي الاسلامي:
على الرغم من التأثير الكبير للنظام التعليمي الإسلامي عبر التاريخ، تواجه العديد من الدول المعاصرة ذات أغلبية مسلمة اليوم تحديات كبيرة فيما يتعلق بجودة الخدمات التعليمية المتاحة لمجتمعاتها المحلية. ويعزى ذلك جزئيا إلى عدم الاستقرار السياسي وانعدام الموارد وعدم وجود بنية تحتية مناسبة داعمة للمدارس داخل المناطق النائية وغيرها من المشاكل الاجتماعية المتنوعة. وعلى الرغم من كل تلك العقبات يبقى هناك قدر كبير من الأمل بشأن تطوير نماذج أكثر فعالية وحداثة لإدارة العملية التعليمية المستمرة بالحفاظ مع مرور الوقت على جوهر رسالتها الأصيلة الجامعة بين القداسة والثقافة والتنمية البشرية الشاملة المتكاملة والتي تمثل هدف ساميًا يستحق العمل بلا كلل لتحقيق مقاصده نبيل خاصة لدى امتزاج أخلاقه الحميده والمعرفه الحديثة .
*
هذه المقالة تناولت عرض موجز لدور الإسلام في دعم قطاع التعليم بمختلف المجالات المرتبطة به سواء كان ذلك متعلقا بشرح تفاصيل الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع ذاته او توضيح فلسفته العامة المبنية علي اساس الشمول المتوازن والحفاظ علي تماسكه واستمرارية دوره المهم بوصفه أحد الدعائم الرئيسية لبناء مجتمع مسلم مثالي متكامل يلتزم بقواعد الدين ويتفاعل بإيجابيه مع مجريات الحياة المختلفة وفق رؤية تؤكد تحقيق تكامل تام بين جوانب الحياه المختلفه دينيا وعلمانيا واجتماعيا مما يساهم بصنع فرق واضح نحو