- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعتبر التحوّلات الرقمية الحديثة ثورة تكنولوجية غير مسبوقة تؤثر بشكل كبير على كل جوانب الحياة، ولا يُستثنى منها قطاع التعليم. حيث يفتح استخدام التقنية أبواباً جديدة أمام الطلاب والمعلمين لتجارب تعليمية أكثر تفاعلاً وتخصيصاً وأسرع في تحقيق الأهداف التعلمية. يساهم توظيف أدوات مثل الحوسبة السحابية والحاسوب الشخصي الذكي والأجهزة اللوحية والواقع المعزز والتقنيات الأخرى المتطورة باستمرار في تغيير جذري لطرق تدريس المواد الأكاديمية والتواصل والتقييم. ففي هذا العصر أصبح بمقدور خبير التربية الاستفادة من هذه الأدوات لإنشاء بيئات تعلم مبتكرة وفريدة لكل طالب بحسب قدراته الفردية واحتياجاته الخاصة مما يؤدي إلى نتائج أفضل وتحسين مستوى جودة المسارات الدراسية. بالإضافة لذلك فإن شبكة الإنترنت التي تعتبر رافداً أساسياً لهذا التحول الإلكتروني توفر للطلبة فرصا واسعة للحصول على المعلومات والموارد عبر المنصات الإلكترونية المختلفة والتي تشمل المكتبات الرقمية والبرامج التدريبية المصممة خصيصا لتحقيق منهج معين فضلا عما تقدمه من مسابقات وبرامج تثقيف عملاقة وكذا فرصة التواصل المباشر بين أعضاء مجتمع العلم العالمي بغض النظر عن مكان تواجد كل منهم. إن دمج التكنولوجيا داخل الفصل الدراسي ليس مجرد إضافة بسيطة بل هو توجه استراتيجي هام لبناء نظام تعليمي عصري يتوافق ومتطلبات سوق العمل المستقبلي ويواكب تقدم المجتمع وثورتيه العظمى وهي الثورة الصناعية الخامسة والثورة المعرفية الكبرى التي نشهد بوادرها منذ الآن. وفي الوقت ذاته ينبغي التنبيه لأهمية بناء نماذج تربوية تتضمن الجانبين البشري والتكنولوجي بالتساوي حفاظًا علي الانسان كمركز محور العملية التعليمية وعدم تركه فريسة للتكنولوچيا بلا ضوابط أو قواعد أخلاقية واضحة تحدد حدود تأثر الإنسان بها وضمان سلامته النفسية والجسدية أثناء تلك الفترة الحرجة وهو سن الشباب والذي تحتدم به نار البحث والاستكشاف لنقاط معرفتهم وقدراتهم الإبداعية. فلابد إذن من تكامل جهود القائمين علي شؤون التربية والتعليم مع المؤسسات والشركات الخاصة بالابتكار وصناعة الحلول البرمجية الجاذبة طفولة ومراهقة وشباب مستهدفين تحديد الأولويات وطرح أفكار قابلة للتحويل لفلسفة علمية قائمة بذاتها تسعى لإصلاح منظومة عامة ترتقي بالمستوى الثقافي للمجتمع العربي وتمكن مواطنيه مؤهلات عالية مؤهلات تنافس العالم بكافة تخصصاته المختلفة زمن حال وشيك إن لم يكن قد اقترب فعليا بطريقة ملحوظة مقارنة بالأوقات الغابرة بسبب التسابق المحموم نحو الريادة العالمية وإن احتدام المنافسات متوقع حتما نتيجة ذات السبب المؤدي إليه إلا أنه يبقى القرار النهائي ليصبح واقع ننسجم فيه جميعا بإدارة مدروسة رشيدة صادقة تجاه قضيتنا الأولى نحن المواطنين أبناء الوطن الواحد.
ناديا البارودي
7 مدونة المشاركات