لا يجوز للمسلم أن يقوم بتعديل أو مراجعة كتاب مسيحي يحتوي على اقتباسات من الإنجيل وشكر للرب، حتى لو كان محتوى الكتاب يتناول موضوعات صحية مثل التمارين والعادات الصحية والنظام الغذائي النباتي. وذلك لأن الأناجيل الموجودة بين أيدي الناس اليوم محرفة، وتحتوي على المنكر والباطل، وليست هي الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام. كما أن النصراني عندما يشكر ربه، فإنما يشكر الرب الذي هو يسوع، أو يشكر الرب الذي له ابن، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
إن اشتمل كتاب على مثل هذا الكفر، أو دعاية للأناجيل المحرفة، لم تجز الإعانة على نشره بوجه من الوجوه، سواء كانت مراجعة أو تعديلا أو طباعة. وذلك لقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: 2). كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا" (رواه مسلم).
لذلك، لا يجوز للمسلم أن يقوم بتعديل أو مراجعة هذا الكتاب، والحال ما ذكرت. والله أعلم.