- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعدّ العلاقة بين التقدّم التكنولوجي والبيئة موضوعاً حيوياً يتطلب دراسة متأنية. إن ثورة الإنترنت، وأجهزة الذكاء الاصطناعي المتطوِّرة، والتقدم الكبير في مجال الطاقة المتجددة - رغم أنها توفر العديد من الفرص والإمكانيات - إلا إنها قد تحمل أيضًا مخاطر بيئية محتملة إذا لم تُدار بحكمة.
أولى هذه المخاوف هو تأثير الصناعة الرقمية على الاستهلاك غير المنضبط للكهرباء. يُستهلك كم هائل من طاقة الكهرباء لتشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تدعم شبكة الإنترنيت العالمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج وإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية يسبب تلوثًا كبيرًا بسبب المواد الكيميائية الخطيرة المعروفة باسم "مواد المثيل". كما يلعب الطيران التجاري دورًا مهمًا في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة نظرًا لازدياد رحلات الطائرات ذات المدى البعيد والمباشر نتيجة للتطور التقني الذي أدى إلى تطوير محركات أكثر كفاءة ولكن مع الاحتفاظ بقوة دفع عالية.
لكن الأمر ليس كل ظلام؛ هناك جانب مشرق لهذا الوضع. فمع تقدم العلم والتكنولوجيا، تم اكتشاف تقنيات جديدة تعمل بنظام التشغيل الخامل أو ما يعرف بـ "الشبكات الفعالة"، والتي تساهم بشكل كبير بخفض استهلاك الطاقة والحفاظ عليها. وبالمثل، أثبتت حلول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فعاليتها بالفعل في توفير مصدر نظيف ومتجدد للطاقة يمكن الاعتماد عليه دون الحاجة للاستثمار الثقيل مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي.
ومن الناحية الاجتماعية، برزت مفاهيم مثل الاقتصاد الدائري حيث يتم إعادة استخدام المنتجات مرة أخرى بعد انتهاء دورة حياتها الأصلية مما يساعد في خفض حجم النفايات الصادرة عنها وكذلك تعزيز فرص خلق فرص عمل جديدة داخل هذا المجال الحيوي. وهذا يشمل أيضا نهجا جديدا لاستخدام تكنولوجيا سهلة الوصول تسمح للأشخاص بفهم كيفية التعامل مع منتجاتهم بطريقة مسؤولة بيئيًا منذ اللحظة الأولى لشرائها حتى آخر لحظة قبل اعادة تصنيعها مجددًا ضمن نظام اقتصاد دائري مثالي.
بناء مجتمع ذكي يعنى بتطبيق إستراتيجيات واستعمال وسائل مبتكرة لإدارة موارد الطبيعية بكفاءة هي مفتاح نجاح مشروع تحقيق نمو حضري مستدام وسط عصر رقمي بات يسوده حكم القوانين الجديدة للحياة الحديثة والمعاصرة. لذلك يجب النظر باستمرار نحو المستقبل ورسم خارطة طريق واضحة تتميز بأهداف قابلة للتحقيق ترتكز أساسا حول خلق توازن ايجابي بين الجانبين السلبي الإيجابي لكلا القطاعات الهندسية والصناعات المختلفة جنبا إلى جنب مع دعم وتوجيه الجهات الحكومية والجهات الخاصة الراغبة بإحداث تغيير جذري وانقلاب شامل نحو عالم افضل وآمن صحيا ومنظورا.