- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في العصر الحالي الذي يتزايد فيه توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة عبر مختلف القطاعات والمجالات، يبرز تساؤل حاسم حول كيفية تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على خصوصيّة الأفراد وضمان الشفافية اللازمة لضمان استخدام هذه التقنيات بطرق أخلاقية وآمنة. فبينما تعزز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كفاءة العمليات وتسهّل اتخاذ القرارات، إلا أنها تثير مخاوف بشأن انتهاكات محتملة للبيانات الشخصية والحريات الأساسية للمستخدمين. هذا التحليل الاستقصائي يستعرض الرؤية القانونية، الأخلاقية والأمنية المتعلقة بهذا الموضوع المعقد.
القضايا القانونية:
أولاً، تتطلب قواعد قانون حماية البيانات العامة (GDPR) ضمن الاتحاد الأوروبي، التي دخلت حيّز النفاذ عام ٢٠١٨م، شركات الذكاء الاصطناعي تقديم تأمين واضح ومفصل للاستخدام المقترح لديها لهذه التقنية وكيف سيضمن ذلك سلامة بيانات المستخدم وأمانها ضد أي هجمات أو سوء استغلال. وهو الأمر الذي ينطبق أيضاََ على قوانين مشابهة أخرى مثل CCPA في كاليفورنيا الأمريكية والتي تشدد على حق المواطنين بتحديد كيف يتم التعامل مع معلوماتهم الشخصية عند جمعها واستخدامها وتحليلها بواسطة الروبوتات الآلية المدعومة بأنظمة ذكية تعتمد عليها عموما الشبكة العنكبوتية العالمية الإنترنت. كما تجدر الإشارة هنا إلى أهمية وجود ضوابط تنظيمية مناسبة لكل بلد يحمي حقوق مواطنيها ويضع حدودًا واضحة لشركات العمل بها بغرض ترسيخ ثقافة الثقة المتبادلة وبالتالي خلق بيئة رقمية موثوقة تعمل لصالح الجميع بلا استثناء فيما لو تمكنت تلك الحكومات من وضع وصيانة تشريعات فعالة تحدد المعايير المناسبة لهذا الغرض المنشود وهو المحافظة قدر المستطاع علي خصوصيه المجتمع العالمي خاصة وأن مساحة الفضاء المفتوحة أصبح أكثر عرضة للتعدي والإساءة مستقبلاً نظراً لقدرته الهائلة وصفوته غير المسبوقه مقارنة بالأزمان المنصرم حيث كان الفصل والتقييد يشكل عائقا أساسياً امام سرعة نقل المعلومات واتصال الشعوب بعضها البعض. لذلك فإن مصطلحي "الشفافية" و"الخصوصية" هما وجهان لعملة واحدة إذ بدون الأول لن يمكننا توفير الأخيرة بالتأكيد مما يعني ضرورة التأكد الدائم والجدي بمراجعة وتحديث كل الصلاحيات المخولة للجهات المشرفة حاليا حتي نتمكن جميعاً من اغتنام الفرصة التاريخية لتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي وفق أفضل الممارسات الشرعية والقانونية واحترام رغبات غالب الأمة الإسلامية والعربية ومايتوافق مطلقاً مع مفاهيم الدين الإسلامي الأصيل المنبثق منها هيئات قضائية وعلمية واجتماعية وغيرها الكثير بكافة دول العالم الحر المتحرر مستقلاً نحو حياة كريمة آمنة مطمئنة بعيدةٍ عن عبث المسيئين وغزو المحتلين وجشع الظالمين .. آمين رب العالمين!