الحمد لله، قد طرحتِ حالةً تحتاج لحكمة ونصح. أنت تدري جيدًا أهمية دورك كنصحية جيدة لأختك بشأن اختياراتها غير المستقيمة. من المهم جداً الاستمرار في تقديم النصح والإرشاد لها فيما يتعلق بالغيبة وسماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات المحتوية على عقائد باطلة والتي تساهم جميعها في هدم القيم الإسلامية. بناءً على الحديث الشريف "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل..."، كل فعل وكل قرار يجب أن يحسب حساباً عليه.
بالنظر إلى طلب والديّك بتقديم جهازك القديم لأختك مقابل الحصول على جديد، الوضع القانوني هنا بسيط. حيث أنه ليس لديك أي دور مباشر في استخدامها للجهاز، فالوالدان هما من سيدقان الاتفاق وليس أنت. لذلك، في حال كنت تعلم بأنها ستستخدم الجهاز بطرق خاطئة، فلا يوجد دليل شرعي يشير إلى تحملتك لإثم ذلك. يمكنك التأكيد لشخصيتك البارزة بهذا القرار لمنع الشعور بالإحراج والمشاركة الضمنية في الخطيئة.
ومن الجدير ذكره أيضًا أن المشورة العامة حول امتلاك تلفزيون -وهو مشابه لهذا السياق- تؤكد أن الامتناع عنه هو أفضل مسار. ومع ذلك، هناك ثلاث حالات يمكن تصنيفها: الأولى هي مشاهدة أخبار ودينية بدون خلل؛ والثانية هي تجنب الأعمال التي تحتوي على محتوى غير قانوني أو تخالف القيم الدينية؛ أما الحالة الثالثة فهي تلك المواقف التي تستخدم فيها الوقت بشكل سيء مما يؤدي لانخفاض إنتاجية الشخص ماديا ومعنويا. لذا، حافظ دائماً على تطبيق أعلى مستوى من المسؤولية الذاتية.
وفي النهاية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح قلب أختك ويوجه خطواتها نحو الطريق الصحيح وأن يديم توفيقك وثباتك على الدين الحق.