لا يجوز كتابة النصائح الدينية والأذكار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في خانة التعليقات والردود للمقاطع الغنائية في اليوتيوب. وذلك لأن مقاطع الغناء التي تحتوي على أغاني النساء أو أغاني الرجال المصحوبة بالمعازف أو المشتملة على كلمات الفسوق هي محرمة، ولا يجوز سماعها أو مشاهدة مقاطعها أو نشر روابطها أو الإعجاب بها. ففي ذلك الوقوع في المحرم أو الإعانة عليه، وقد نهانا الله تعالى عن التعاون على الإثم والعدوان، وأمرنا بالتعاون على البر والتقوى.
تعليق الإنسان على هذه المقاطع أنواع، منها:
1- أن يكون مدحًا أو إعجابًا: فهذا محرم واضح.
2- أن يكون بكلام أجنبي عن الموضوع كأن يذكر نصيحة دينية، أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم: فهذا محرم أيضًا لما فيه من ترك إنكار المنكر، والتغرير بالعصاة من جهة عدم الإنكار، ومن جهة كثرة التعليقات، ثم دخوله على هذه المقاطع تعريض للنفس للفتنة برؤية المقطع وما جاوره.
3- أن يكون إنكارًا للمنكر ببيان حرمة هذا الغناء: فهذا إن كان يرجى منه أن يستجيب له الناشر أو المشاهد، لكونه يذكر أدلة التحريم أو كلام أهل العلم، فهذا حسن، وهو من باب إنكار المنكر والنصيحة لعباد الله. لكن لا يتعمد البحث عن المقاطع لينكرها، وإنما يحصل هذا إن ابتلي بمقطع منها، بشرط ألا يسمعه أو يشاهده. وإن كان يغلب على الظن عدم الانتفاع بكلامه، كما هو الأصل في مثل ذلك؛ فهذا مضيعة للوقت، وتكثير للتعليقات فيكون ترويجا للمقطع من حيث لا يشعر.
الأقرب هو غلق هذا الباب بصورة تامة؛ لأن الصورة الأخيرة وهي صورة إنكار المنكر- على فرض الانتفاع بكلامه- محفوفة بالمخاطر، وقد لا يسلم صاحبها من رؤية صورة محرمة، أو الانجرار إلى سماع أو مشاهدة ما هو محرم. ولو انشغل بنشر المقاطع الجيدة أو التعليق عليها والدعاية لها لكان خيرا له وأسلم. والله أعلم.