- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
استقطب موضوع العلاقة بين العلم والدين انتباه الأفكار الفلسفية والثقافية عبر التاريخ، حيث يطرح تساؤلات حول مدى توافقهما أو تنافرهما. فبين مؤيد يدفع باتجاه تعزيز تواصل وثيق يؤدي إلى تقدم المجتمع وتطوره، ويقف معارض رافضًا لأي نوعٍ من التأثير المتبادل قائلاً إن لكل منهما مجالاً خاصاً ولا يجوز اختراق الحدود. هذا البحث الاستقصائي ينظر بعناية في تاريخ العلاقات بين الجانبين وكيف شكلت كل حالة ثقافية وفكرية هذا السياق بطريقة فريدة. بالإضافة لذلك سنستكشف الآراء الحديثة حول إمكانية تحقيق تكامل حقيقي ودعم تخوف البعض بشأن تأثير العلم على العقيدة الدينية.
بدأ الارتباط التقليدي للعلم بالدين منذ الحضارات القديمة مثل اليونان والرومان الذين اعتبروا الكون جزءاً من الخطة الإلهية التي يمكن فهمها ومراقبتها بواسطة علمهم المكتسب. كانت هذه الانطلاقة الأولى نحو منظور ديني للكون والاستفسار عنه عبر الأساليب التجريبية والعقلانية مما جعل مساهمات علماء المسلمين بارزة لاحقا عندما ترجموا الأعمال اليونانية وأضافوا رؤى جديدة جعلت عصر النهضة الأوروبية تتأسس عليها. إلا أنه خلال الثورة العلمية الأوروبية حدث تحول كبير تحت مظلة فصل الكنيسة عن الدولة وهو ما أدى لتوجه جديد يقيم فصلاً واضحاً بين المجالين وبالتالي تولدت وجهة نظر تقول بأن المعرفة العلمية والحقيقة الدينية غير متعلقتين ويمكن قبول كليهما بدون تضارب. ومع ذلك فإننا نرى اليوم دعوات متزايدة للتوافق بينهما مستندة إلى تجربة بعض الدول المسلمة والتي حققت تقدماً ملحوظاً باستخدام المنظور الإسلامي الذي يشجع التعلم والسعي لمعرفة المزيد عن مخلوقات الله ومعجزاته الجامعة لمفارقات الطبيعية ظاهره ومتناهيه بلا نقصان وتناقض بل اصطفاء هداية ورعاية رب العالمين لحكمته جل شأنه فوق خلقه وعلمه الغيوب وما غاب عنها بحكم قدرته وعدله مطاع مطلوب طاعته قريب مجيب لدعوة عباده المؤمنين برحمته واسعه ومنتهاه رحمتهم بنوره هدى وطريق الحق ضياء له نور عين بصير مبصر بصيره تبصر به طريق الحق وصلاح حال البشرية جمعاء إن اتبعوا سواء السبيل وقد دعا القرآن الكريم إليه قول تعالى : {