• صاحب المنشور: ميادة اليحياوي
  
  ملخص النقاش:
  تقدم ثورة التكنولوجيا العديد من الفوائد للمجتمع الحديث، ومن بين أهم هذه المكاسب هي طريقة قراءتنا للكتب. فقد أدى ظهور الكتب الإلكترونية إلى تحول جذري حول كيفية تفاعلنا مع المحتوى المكتوب، مقارنة بهيمنة الكتب التقليدية المطبوعة بالورق. يتناول هذا المقال المقاربة المقارنة لتأثير كلتا الطريقتين - القراءة عبر الأجهزة الرقمية وقراءة الكتب الورقية -على كلا الجانبين البيئي والشخصي للقارئ.

فيما يخص الجوانب البيئية، تشكل الكتاب الورقي عبءًا كبيرًا على البيئة بسبب الحاجة المستمرة للأخشاب لإنتاج ورق الطباعة بالإضافة إلى كميات كبيرة من الطاقة المستخدمة خلال عملية التصنيع والنقل. وفقا لمؤسسة Conservation International، يتم حصاد حوالي 16 مليون شجرة سنويا لصناعة كتب الأطفال وحدها في الولايات المتحدة الأمريكية مما يؤدي إلى خسائر جماعية للفدان الغابي العالمي. بينما توفر لنا الكتب الإلكترونية حلولا بيئية عديدة حيث يمكن تخزين آلاف المؤلفات ضمن جهاز واحد صغير بدون حاجة لأشجار أو طاقة حرارية أثناء العملية الإنتاجية والإستخدام اليومي لها. ولكن يجب التنويه بأن إنتاج وتصنيع الاجهزة الرقمية كذلك يأخذ جزء كبيراً من موارد الأرض ولكنه أقل بكثير بالمقارنة بتلك اللازمة لتخليق كتاب تقليدي. وبالتالي فإن الاختيار هنا يعتمد أكثر على مدى تكرار واستمرارية استعمالك لهذه الأدوات.

بالإضافة لذلك هناك جوانب أخرى تتعلق بالتجربة الشخصية للقاريء نفسه والتي قد تعزز مشاعر الانتماء والثراء الثقافي لدى البعض عند استخدامهم لكتاب ورقي معتادا منذ الصغر. فالشعور بجسم الكتاب الناعم وزفير رائحة الورق القديم والملمس الطبيعي للحروف المطبوعة يدخل الانسان عالم مختلف تماماً عما يستطيع تقديمه له العالم الرقمي المعاصر مهما بلغ تطوراته المتزايدة يوماً بعد يوم. لكن الجانب الآخر يقول ان المتحمس الجديد للتطور التكنولوجي سيجد اكثر راحة وفائدة باستخدام الجهاز المحمول الخاص به لقراءة عمله المفضل لاسباب عدة اهمها سهولة البحث والتنظيم والسرعة وغيرها الكثير مما لايمكن تحقيقها بنفس الوضوح والكفاءة داخل حدود متنزه مليئ بالأوراق الملونة المتداخلة تحت سقف ضيق المساحة المصنوع خصيصا لحمل قصة قصيره موثقه بحبر مجلد أثره الزمن عليها بشهادتين اثنين : الأول دليل تاريخ وحفظ تراث وثاني يعكس تقدم تكنولوچيتنا الحالي وجدواها بإتمام المهمات المعتادة بسرعه غير مسبوق!

وفي النهاية، يبدو انه لا يوجد خيار واضح ومختصر للإجابة المثلى فيما يتعلق بأوجه المقارنة العديدة التي تمت دراستها باستفاضه سابق الذكر؛ لأنه حسب وجه نظر الشخص لن يكون هنالك رأياً واحداً ينطبق علي الجميع بشأن أي طرف كان سواء ذا صلة بالقضايا البيئية أم تلك المرتبطة بالسلوك الإنساني تجاه المواد المختلفة المنتجة لاستيعاب محتوي مكتوبات البشر عبر العصور المنصرمه وغابر التاريخ البعيد والقريب أيضاً... فلنجمع آمالنا وأماني قلوبنا لنصل الي هدف communoity متجانسه ومتعاضدة تجمع بين مزايا الماضي والحاضر معاً خدمة لاتمام غايانا نبيلة وهي خلق مجتمع أفضل لكل أبناء الحضارات القديمة والمعاصرة جميعاً!