- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
فيما يتعلق بمكانة التعليم في الإسلام، يمكن القول إن للمسلمين تاريخ طويل ومثير للإعجاب في التحصيل العلمي وتشجيع البحث. يؤكد القرآن الكريم على أهمية التعلم والمعرفة في عديد من الآيات مثل قوله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" . هذا يدل على أن بداية كل علم هو قراءة الكتب والأخذ عنها. كما تشجع السنة النبوية الشريفة أيضًا على طلب العلم، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
يشكل التعليم جزءًا أساسيا من التكوين الديني والأخلاقي للمسلم. يهدف إلى توفير فهم شامل لدين الإسلام وقيمه وأخلاقياته، بالإضافة إلى تعزيز المهارات الأكاديمية التي تُمكِّن الأفراد من المساهمة الفاعلة والمشاركة البناءة في المجتمع. يحتوي النظام التربوي الإسلامي التقليدي عادة على عناصر متعددة تتضمن الجانب الديني والترويح الاجتماعي والثقافي والعلماني.
يتمحور التركيز الأساسي للتعليم في الإسلام حول القيم الأخلاقية والسلوكية الصحيحة، مع دمج معارف العلوم الإنسانية والطبيعية. يساعد ذلك الطلاب على تطوير شخصية متكاملة ومتوازنَّة؛ فكرياً وروحيَّاً وجسدياً. يسعى نظام التعليم الإسلامي لتأمين بيئة محفزة تحثُّ الطلاب على الإبداع والإنتاج والاستقصاء الذاتي، وذلك بتطبيق منهج قائم على الحوار المفتوح والديمقراطية والاحترام المتبادل بين المعلمين والمتعلمين.
تؤمن المدارس الإسلامية بأن تعليم اللغة العربية مهم للغاية لأنه لغة القرآن الكريم ولغتنا الأم. لذلك فإنها تركز بشدة على دراسة هذه اللغة وتمكين طلابها من القدرة على القراءة والفهم والتعبير بالأدوات اللغوية المناسبة. إضافة لما سبق، تولي مدارسنا اهتماماً خاصاً بتنمية مهارات حل المشكلات لدى الشباب وتعريفهم بالأعمال الخيرية والخدمية داخل مجتمعاتهم المحلية وخارجها.
وفي الوقت الراهن، تستمر جهود إعادة النظر وإعادة هيكلة العملية التعليمية وفقا لمبدأ شموليته وجودته، مما يعني أنه ينبغي لهذه الجهود موازاتها بإصلاحات شاملة تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الاجتماعية والثقافية للدولة الحديثة والحفاظ معها على روح الدين الأصيلة والقيم الحميدة المستمدة منها. وبذلك نصل بهم نحو مستقبل مليء بالازدهار والنماء بإذنه تعالي.