المحادثة بين من ويامن تُبرز التوتر المستمر بين رؤى الثورة الثقافية والحاجة إلى استراتيجيات عملية لإدارة هذه الثورات. يبدأ من بتسليط الضوء على أهمية تعزيز "الشفافية والمساءلة" كجوانب محورية في ثقافة جديدة يمكن أن تُحدث تغييرًا دائمًا. يرى من أن هذه القيم يجب أن تتجاوز المجرد نعمان على المنابر وأن تصبح جزءًا من الخلفية الثقافية التي يُشرع عليها مجتمع كامل.
ومع ذلك، تطرح يامن تساؤلات حول جدوى هذه الأفكار الثقافية بدون خطة عمل محكمة. تشير إلى أن التاريخ قد وضع مثالاً على الثورات التي ابتدأت بروح ثائرة فقط لتصطدم بفوضى أو عودة للمعايير المسيئة. تُظهر يامن الحاجة إلى خطة شاملة تقدم استراتيجية واضحة، متكاملة بين التفكير الثوري والإصلاحات المؤسسية. هذه الخطوة الأخيرة، حسب رأي يامن، ضرورية لضمان أن تُتجه جهود التغيير نحو مستقبل عادل ومتكافئ.
تصطدم النقاشات بين الاثنين حول كيفية إعادة تشكيل طبيعة السلطة نفسها دون أن يستسلم المجتمع للفوضى أو التقليد. هنا، من يُؤكِّد على ضرورة إحداث تغيير ثقافي يُشرع فلاسفة مثل "الشفافية" و"المساءلة" في العمل الجوهري للمؤسسات. أما يامن، فيحذر من أن التغيير المستدام يتطلب توازنًا دقيقًا بين الأفكار الجديدة والعمل الإصلاحي.
الخاتمة
هذا الترابط بين الثقافة والتغيير المؤسسي يبرز مشكلة رئيسية في تأملات من ويامن. إذ تفضل من الثورة الثقافية كمحرك للتغيير، فإن يامن تطالب بالخطوات العملية التي يجب أن تُصاحب هذه الثورة. يبقى السؤال مفتوحًا: كيف نربط بين ثقافة جديدة من "الشفافية والمساءلة" وصياغة استراتيجية تغير المؤسسات بشكل فعّال ومستدام؟