- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:لقد شهد العالم تحولات جذرية خلال العقود الأخيرة بسبب التطور اللامحدود للتكنولوجيا. هذا التحول لم يقتصر على مجالات معينة بل امتد ليشمل مختلف جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك قطاع التعليم. إن التأثير الكبير الذي مارسته تقنيات المعلومات الحديثة ومعرفتها الرقمية على بيئة التعلم والتعليم هو موضوع بحث علمي مستمر ومُثِر للحوار. حيث تُعد هذه الثورة التقنية فرصة عظيمة لتطوير وتحديث منهجيات التدريس والإشراف الأكاديمي؛ إلا أنها كذلك تشكل تحدياً ملحاً للمعلمين وللطلاب وللأنظمة التربوية نفسها.
إن فوائد استخدام التقنيات المتقدمة داخل الفصول الدراسية متعددة ومتنوعة. فهي توفر فرصا فريدة لإضفاء الطابع الشخصي والمباشرة على عملية التعلم. فعلى سبيل المثال، تمكِّن أدوات التعلم الآلي الذكي مثل البرامج الحاسوبية المصممة خصيصًا لكل طالب (Learning Management Systems) LMS من تلبية الاحتياجات الخاصة لكل فرد وتمكينهم من انجاز تقدم أكاديمي أفضل مما كانوا عليه سابقاً عندما اتبعوا نظام تعليم تقليدي أكثر جموداً.
بالاضافة لذلك، فإن شبكة الإنترنت الغنيّة بالموارد الإلكترونية والثروات المعرفية المختلفة تساعد طلاب الجامعات والمدارس علي الوصول الى معلومات ومصادر تعليمية متنوعة ذات مستوى عالٍ من الجودة والاستيعاب العلمى.
لكن رغم كل الامتيازات السابق ذكرها، يوجد أيضا العديد من العوائق التي قد تواجه النظام الحالي للتعليم واستخداماته الجديدة للتكنولوجيات الحديثة. فقد يؤثر الاعتماد الزائد عليها بالسلب حال عدم وجود خطة واضحة لاستراتيجيتها العملية وإدارة محتواها بشكل فعال وآمن. بالإضافة إلى القلق بشأن مساواتها بين جميع الطلاّب بغض النظر عن ظروفهم الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى القدرة اللغوية لديهم والتي تعتبر عوامل حيوية لتحقيق المساواة المجتمعية المنشودة وفق رؤية الوزارات المعنية بالتربية والتعليم والتخطيط الاستراتيجي الوطني الشامل للدولة.
وفي النهاية، ينبغي لنا كمختصيين بميدان التعليم الحرص الدائم لموازنة المستجدات الجديدة بالتزامنا بعناصر ثابتة راسخة كالأخلاق والقيم الأساسية للحفاظ بذلك على نبل رسالة التربيه وتعزيز دورها الريادي لبناء مجتمع معرفي قوى يتميز بإنجازاته وأفكار مبتكرة تغير واقع أمته للأفضل نحو عالم يسوده السلام والعزة والكرامة الإنسانية.