• صاحب المنشور: ناديا المنور
  
  ملخص النقاش:
  تعد قضية التعليم جزءًا حيويًا ومحوريًا في أي مجتمع تسعى إلى التنمية والتطور المستدام. وفي ظل هذا السياق، يبرز دور الإسلام كمنظومة شاملة تشمل جوانب الحياة كافة، مما يشير إلى وجوده الواضح وأثره الكبير على مجال التربية والتعليم. إن فهم وتعزيز القيم والمبادئ الإسلامية في العملية التعليمية يمكن أن يؤدي إلى نتائج مثمرة وتأثير عميق على الفرد والمجتمع ككل.

يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أهمية طلب العلم والمعرفة باعتبارها واجبًا دينيًا وكسبًا تستحق العقاب والأجر. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: start>فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَend> [النحل: 43]. كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التعلم منذ الصغر، حيث قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».

بالإضافة إلى ذلك، يعطي الإسلام التعليم الأولوية بناءً على العديد من الأسس والمبادئ التي تضفي عليها الطابع الديني والقيمي. ومن بين هذه المبادئ:

1. رعاية الوالدين للأطفال وتهيئتهم للعلم: يدعو الإسلام الأهل لرعاية أبنائهم ورعاية تعليمهم، حتى قبل ولادتهم. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".

1. المساواة في فرص الحصول على العلم: يؤكد الاسلام على تكافؤ الفرص أمام الجميع بغض النظر عن الجنس أو الثروة أو العرق. فقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما-: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله! أي العمل أفضل؟ قال: "أن تدخل السرور على أخيك المسلم أو تمسح عن دابته".

1. تحفيز حب المعرفة لدى الأفراد: يتضمن الدين الإسلامي عديداً من الآيات والأحاديث المشجعة للمعرفة واستقصاء المعلومات. مثل قوله عز وجل:فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 43] وكذلك قول الرسولﷺ: "اطلبوا العلم ولو في الصين."

1. التأكيد على النوعية والجودة في التعليم: يحث الإسلام دائماً على تقديم نوعية تعليم متميزة تلبي احتياجات جميع المتعلمين وتحافظ على حقوقهم وتكافئ جهودهم وفق الضوابط الشرعية. مثال لذلك حديث الرسول ﷺ حين استشار الصحابة بشأن معركة بدر فأجاب أحدهم قائلا" نغدو عليهم غدوة ونقتلهم"، لكن النبي أمر بالاحتفاظ بالأسارى مقابل فدية تذهب لدعم المسلمين الذين فقدوا عائلاتهم بسبب الحرب.

وفي ضوء هذه الحقيقة البالغة الأهمية فإن تطبيق مقاييس وضوابط واضحة لمحتوى المناهج الدراسية وعناصر البيئة التعليمية سيضمن سلامتها وتميزها دون الإخلال بطابعها الاسلامي الأصيل. وهذا لن يحقق مجرد نجاح أكاديمي فحسب ولكنه سيدعم أيضًا ترسيخ قيم سامية كالصدق والإخلاص والإتقان والحكمة. وبالتالي سيكون لهذا المجتمع الذي يستمد منهجه وطريقته التعليمية من التعاليم الربانية تأثير كبير نحو تحقيق تقدم علمي وثقافي واقتصادي ملحوظ مستند لمنهج رباني ثابت وخالد.