- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يشكل التعليم أحد أهم الركائز التي يقوم عليها بناء الأمم وتطوير المجتمعات. وقد أكدت الشريعة الإسلامية على قيمة العلم وضرورة تعميمه بين أفراد المجتمع منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" [رواه أبو داود]. إن منظومة التربية والتعليم في الإسلام ليست مجرد نظام لإكساب المعارف الأكاديمية فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل تكوين الفرد عقائديا وأخلاقيا واجتماعيا. وفي هذا السياق، سنستعرض بعض الجوانب الرئيسية لنهج الإسلام تجاه التعليم وكيف يمكن لهذا النهج أن يساهم في تحقيق تنمية مستدامة شاملة.
1. العلاقة بين العلم والدين:
يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على ارتباط الوحي بالعلم، مما يعزز فهم الأمة لدورها في الحياة الدنيا والأخرى. يقول الله تعالى:
2. القيم والمبادئ الأخلاقية كجزء أساسي من العملية التربوية:
إن نظام التربية الإسلامي يركز ليس فقط على نقل المعلومات والنظم المعرفية ولكن أيضا على غرس القيم والمبادئ الأخلاقية في نفوس الطلاب. ترسخت هذه القيم عبر التاريخ ضمن المناهج الدراسية المتنوعة مثل الحديث والفقه والتاريخ الإسلامي والتي تسهم في تطوير شخصية متوازنة دينيا وأخلاقيًا اجتماعياً. وبذلك يتم تأهيل الأفراد ليصبحوا أعضاء فعالين ومثقفين في مجتمعاتهم وليكون لهم دور محوري في خدمة الإنسانية جمعاء وفق مقاصد الشريعة الإسلامية السامية.
3. التركيز على المهارات العملية والشاملة:
أوصى الدين الإسلامي باستيعاب مجموعة واسعة ومتكاملة من المجالات العلمية والصناعية والفنية وغيرها بهدف مساعدة الإنسان على أداء وظائف حياته المختلفة بكفاءة واحترافية عالية. ويظهر لنا تاريخ الحضارة الإسلامية كيف تمكن المسلمون القدامى من الريادة العالمية بمختلف أنواع الاختصاصات بعد الجمع المثالي بين الجانبين النظري العملي داخل المنظومة educational system الخاصة بك. ومن أمثلة ذلك انتشار دور الخوارزمي وابن الهيثم وجابر بن حيان وغيرهم ممن كانوا رمزاً للتطور الذاتي المستمر طيلة حياة طالب الحقائق في مختلف ميادينه المطروحة أمام عين الباحث.
4. تشجيع البحث العلمي والإبداع:
حث الاسلام دائماً على فضائل التحقيق والاستقصاء العلميين كمصدر للاستقلال الفكري والثقة بالنفس لدى طلبة العلم خصوصاً عند توافر الدعم الحكومي اللازم للمراكز البحثية المؤسسات الثقافية الأخرى ذات دلالاتها الواضحة حول اهميتها بالنسبة لمستقبل الشعوب معنوياً مادياً أيضاً. وخلاصة الأمر هنا أنها عملية تكامل تسعى جاهدة لتحسين مستوى رفاه البلد بكل جوانبه وذلك عبر دعم المشاريع الوطنية الجديدة المرتبطة مباشرة بتلبية الاحتياجات المحلية بالإضافة الى التشبع بالأهداف المثالية العالمية كذلك.
وفي النهاية تجدر الإشارة إلى أن فلسفة التعلم المنشودة في الإسلام تؤدي دوراً محورياً للغاية فيما يتعلق بالتوجيه العام للأجيال الآتية نحو مستقبل أكثر ثراء وروعة إذا طبقت بحكمة وسط إطار سياسات دولة حضارية سوية تهتم بقضايا تقدم البلدان وانفتاح شعبها باتجاه الآخر الغربي بدون مغالاة أو تسرُّع. وهكذا فإن