- صاحب المنشور: مولاي إدريس الطرابلسي
ملخص النقاش:في عصر تتزايد فيه المخاوف البيئية وتتطلب التغيرات العالمية المستمرة استجابة فورية, ينبغي النظر بإلحاح إلى دور التعليم في تشكيل مستقبل أكثر استدامة. يواجه العالم اليوم تحديات هائلة مثل تغير المناخ وانعدام العدالة الاجتماعية الذي يتطلب نهجا جديدا ومبتكرا لتطوير نظم تعليمنا الحالية.
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أهمية دمج المفاهيم والممارسات المتعلقة بالاستدامة داخل العملية التعليمية. إن تقديم هذه المواضيع ليس بالأمر الجديد ولكنها تحتاج الآن لإعادة تأكيد والتأكيد عليها كنقطة مركزية ضمن المنظومة التربوية الشاملة وليس كمساق أو نشاط ثانوي غير مرتبط ببقية الأقسام الأخرى.
أولاً: الدور المحوري للاستدامة في القرن الواحد والعشرين
مع دخول البشرية قرن جديد يعج بالتكنولوجيا ويشهد تقدمًا علميًا مذهلا, فإن إدراك الصلة العميقة بين التعليم والاستدامة أصبح ضرورة ملحة. الاستدامة ليست مجرد خيار - فهي واجبة أخلاقيا للحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة والحفاظ على قدرتها على توفير الحياة الكريمة لكل الكائنات التي يسكنونه.
إن التأثير المحتمل للتعليم الأخضر يمكن رؤيته بوضوح عندما ننظر للمؤسسات الرائدة عالمياً والتي قامت بتنفيذ برامج متكاملة حول الاستدامة منذ عقود مضت. توفر لنا دراسة حالات نجاح هؤلاء المؤسسات درس قيم بشأن كيف يُمكن تطوير سياسات وإجراءات قابلة للتطبيق لدمج مفاهيم الاستدامة بكل جوانب عملية التعلم.
ثانيًا: تغيير جذري لنظم التعليم التقليدية
يتطلب تحويل نظامنا الحالي نحو نموذج تعليمي يستهدف تحقيق الاستدامة جهدًا مشتركًا ومتعدد الأوجه يشمل جميع الفاعلين المعنيين بداية من واضعي السياسات وانتهاء بالمدرسين وأولياء الأمور والتلامذة بأنفسهم.
- تحديث المناهج الدراسية: تعديل محتويات المواد الأكاديمية الأساسية لمشروع حل المشكلات المرتبطة بكوكب الأرض
- تشجيع البحث العلمي المختص: تمكين الطلاب من إجراء بحوث مستقلة مكرسة لفهم تأثير الإنسان على البيئة واقترح الحلول المقترحة لذلك
- الحث على العمل المجتمعي: تنظيم حملات بيئية مدرسية ونشاطات ثقافية تثقف وتحافظ على البيئة الطبيعية
عند تنفيذ هذه الإصلاحات، سنكون قد اتخذنا خطوة كبيرة نحو خلق مجتمع واعي واستراتيجي قادر حقا على مواجهة تحديات الغد بثبات وفعالية.