تعد قرحة المعدة حالة صحية شائعة تحدث عندما تتضرر بطانة المعدة بسبب الحمض الزائد والإنزيمات الهاضمة التي قد تؤدي إلى ظهور آلام مزعجة ومشاكل أخرى متعلقة بالجهاز الهضمي. هذه الحالة يمكن أن تصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية ولكنها أكثر شيوعاً بين البالغين الذين يبلغون الأربعين عاماً فصاعدا. هناك عدة عوامل تساهم في حدوث القرحة مثل الاستخدام طويل المدى للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، التعرض لجرثومة هيليكوباكتر بيلوري، الضغط النفسي، والتدخين. بالإضافة لذلك، بعض حالات الأمراض العصبية والجراحات الجراحية قد تتسبب أيضا في الإصابة بالقرحة.

تشمل الأعراض الرئيسية لقرحة المعدة الشعور بالألم أو الانزعاج في المنطقة العلوية من البطن والذي عادة ما يستمر لساعات قليلة وقد يشعر الشخص بتحسن عقب تناول الطعام أو بعد أخذ دواء مضاد للحموضة. ومع ذلك، فإن عدم المعالجة المناسبة لهذه الحالة يمكن أن يؤدي لمضاعفات خطيرة بما فيها النزيف الداخلي وانسداد الجهاز الهضمي والثقب.

بالنسبة للعلاج، يوجد خياران رئيسيان؛ العلاج الدوائي والذي غالبا ما يتضمن الأدوية التي تقضي على جرثومة هليكوباكتر بيلوري وتقلل إنتاج حمض المعدة، وكذلك استخدام مثبطات مضخة البروتون (PPIs). العلاج الآخر هو تغيير نمط الحياة والاستراتيجيات الغذائية لتخفيف الأعراض وتحسين الصحة العامة للمعدة. تشير الدراسات الحديثة نحو دور النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على الكثير من الفواكه والخضراوات والألياف كجزء أساسي ضمن برنامج علاج قرحة المعدة. كما ينصح بإتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الغنية بحمض الفوليك وفيتامينات B9, B12, D وC كونها تلعب دوراً هاماً في دعم وظائف الجهاز الهضمي وتعزيز صحة الجسم بشكل عام.

في النهاية، تعتبر الوقاية خير من العلاج دائما. إن الحفاظ على وزن صحي باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة المنتظمة يساعد كثيرا في منع الإصابة بقرحة المعدة والحفاظ على صحة جيدة لبقية حياتنا.