في يوم القيامة، هناك موقفان رئيسيان حيث يحدث القصاص للمظالم: قبل عبور الصراط وبعدها. بالنسبة للأول، وفقاً للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أولاً يؤخذ الضرر من حسنات مرتكب الذنب إذا كانت لديه حسنة. ثم إن لم تكن له حسنات، تؤخذ سيئاته وتوضع عليه بدلاً منها، مما قد يؤدي إلى وضعه في النار بسبب ترك ضعف حسناته وعدم القدرة على سد حاجة صاحب المظلمة. وهذا النوع من القصاص يعني أن الظلم يمكن أن يكون سبباً مباشراً في دخول الشخص النار.
أما الثاني فهو نوع آخر يندرج تحت بند "القنص"، وهو إجراء يقوم به الله عز وجل بعد المرور الناجح فوق الصراط. هنا يتم تصفية أي مشاعر غضب وحقد متبقية لدى الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة في الحياة الدنيا. هذا ليس فقط لتطبيق العدالة وإنهاء جميع الشكاوى المتعلقة بالدنيا، ولكنه أيضاً لتحقيق حالة من السلام الداخلي والخلو من الكراهية داخل المجتمع الجديد للجنة -حيث لن تكون هناك مساحة للحقد والأحقاد-.
وقد أكد العديد من الفضلاء أن حقوق المظلومين محفوظة ولن تضيع أمام عدالة الله الرحيمة والكريم العطاء. لذلك يجب على المؤمن التمسك بالأمل والثقة بأن عدالة الرب ستتحقق وأن مصيره سيكون أفضل حتى لو واجه ظلمًا في هذه الحياة.
وفي النهاية، تبقى أهمية فهم هذه الجزئية واضحة للغاية - فهي تعكس عمق عدالة ومحبة الله لعباده والتي تتضمن تحقيق كل ما هو مستحق لكل شخص سواء بالسلب أو بالإيجاب حسب الأعمال المرتكبة أثناء وجودنا على الأرض.