- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُحدث الابتكارات التقنية ثورة هائلة في حياتنا اليومية، مما يؤثر بلا شك على مختلف جوانب مجتمعنا. ويعد مجال العلاقة العائلية أحد المجالات التي تعاني من تناقضات نابعة من تأثير تقنيات مثل الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت وغيرها. تتباين الآثار لهذه الثورة الرقمية؛ فهي تقدم فرصا جديدة للتواصل والتفاعل ولكنها تثير أيضا مخاوف بشأن التأثير السلبي المحتمل على الروابط الأسرية. وفي هذا السياق، سنستعرض كيف شكلت هذه التحولات المشهد العائلي الحالي وأهم توصيات التعامل مع تلك الظاهرة المتغيرة باستمرار.
في الماضي القريب نسبيًا، كانت الأسرة تجمع حول طاولة واحدة لمناقشة الأمور وتحقيق التواصل المباشر بين أفرادها. أما الآن فقد أصبحت الاجهزة الإلكترونية هي محور اهتمام العديد منهم أثناء وجودهم سويا؛ حيث يستخدم البعض هواتفهما أو جهاز اللاب توب الخاص به لعرض الصور ومقاطع الفيديو عبر شبكة الإنترنت بينما يجلس الآخرون ساكتين ينظرون إليه مجبرين لأنفسهم بتلك المساحة الباردة بعيدا عن الحميمية الحقيقة للعلاقات الإنسانية .وقد أدى ذلك إلى تفاقم مشكلة انقطاع الاتصال داخل المنزل وحدوث تضارب ثقافي وجيلوي خصوصاً عندما يواجه جيل الشباب الذين تربوا وسط عالم رقمي متطور بنمط حياة قديم أكثر توجه نحو العمق الاجتماعي واستقرار المجتمع المحلي والحفاظ عليه كجزء حيوي لهويتهم الثقافية وهوية عائلتهم أيضًا. ومع مرور الوقت زادت درجة الاعتماد الكلي لتلك الأجيال الجديدة على وسائل الإعلام الحديثة والتي غالب ما تكون سبب رئيسي لانشغالهم الدائم وشغل وقتهم عنها لمدة طويلة مقارنة بقضاء وقت ممتع برفقه المقرب لهم والذي يعد ركيزة اساسية لبناء عائلة متماسكة وكوّنة .
ومن أبرز المخاطر الاجتماعية الناجمة عنه تشكل نوع جديد من الفردية الضيقة وخفض مستوى مهارات حل الصراعات بسبب افتقار الشباب للممارسة العملية للحوار الشخصي وجه لوجه بالإضافة لإمكانية تعرض الاطفال للإساءة الإلكترونية وانتشار صور فاضحة او محتوى غير مناسب للأطفال دون علم اولياء امورهم وبالتالي اثارة قلق شديد لدي ذويهم حيال سلامة اطفالهم وصيانة خصوصياتهم الشخصية واحترام حقوق الخصوصية العامة للجميع ممن هم ضمن محيط المنزل الواسع الذي يقترب يوم بعد اخر شيئا فشيئا الى حد الاختفاء تماما رغم تواجد الجميع تحت سقف واحد ! فعلى سبيل المثال فإن مشاهده لشخص يتابع مسلسل تلفزيوني ثم يقوم بإعادة بث لحظة كوميديه مثله علي موقع تبادل فيديوهات شهيره بدون مراعاة حق المؤلف والمحتويات الغير مرغوبه لرؤية عامة الناس منها الاقتباسات المسيئة للدين الإسلامي وما تحتويه بعض الأفلام والبرامج الاخري مما يشجع انتشار افكار خاطئه لدى الجماهير خاصة الأطفال والعوائل المسلمة المثقفة دينا وذلك نتيجة عدم فهم المعنى الأصلي للنص المبتذل عند ترجمته بطرق ملتوية تغيب عن قصد المتعلم والفاهم لفكرة الفن والثقافة العالمية بغض النظرعن ضررها الكبير وليس لها أي تجسيد حقيقي للحياة الواقعية! كذلك لاحظنا ظهور ظواهر سلوكية اجتماعية مختلفة أثرت بالسلب علی طبيعة تفاعلات الاسر فيما بين اعضاؤها كتزايد معد