- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة، حيث أصبح العالم رقميًا تمامًا وتتداخل فيه الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية، يبرز التحدي الكبير وهو تحقيق توازن بين متطلبات العمل ومتطلبات الراحة والاسترخاء. يشكل هذا التوازن تحديًا كبيرًا بسبب زيادة الضغط والتوقعات المرتبطة باستخدام التقنية بشكل دائم ومستمر.
التأثير السلبي على الصحة البدنية والعقلية
يمكن للمبالغة استخدام الأجهزة الإلكترونية وعلى رأسها الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، تؤدي إلى عدة مشاكل صحية جسديا وعاطفيا. فالأبحاث تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مثل التهاب المفاصل العظمى بسبب الوضعيات غير الصحية أثناء استخدام هذه الأجهزة، بالإضافة لاضطراب النوم نتيجة التعرض للإضاءة الزرقاء القادمة منها قبل وقت النوم مباشرة. كما يمكن لهذه الأدوات أن تسبب قلقا وضغوطاً دائمين عندما يصبح الفرد مرتبطا بها ارتباطا وثيقا ويبدأ بالتخوف بشأن تفويت الرسائل أو المكالمات الهامة.
الحاجة لوضع حدود واضحة
لتحقيق حالة أفضل من التوازن، يستلزم الأمر وضع حدود واضحة فيما يتعلق بتخصيص فترات زمنية محددة للاستخدام اليومي للأجهزة الذكية، مع تحديد توقيت معين للابتعاد عنها تماما بغرض الحصول على قدر كافٍ من الاستجمام والنوم. إن تنظيم الوقت بطريقة تضمن عدم تعطيل الأعمال المنزلية والدينية المختلفة أمر هام أيضًا. مثلاً، قد يكون هناك حاجة لتحديد أيام وأوقات معينة خارج نطاق توفر شبكة الإنترنت بشكل كامل بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية داخل الأسرة والمجتمع.
أهمية الثقافة المؤسسية الداعمة للتوازن
لا ينبغي النظر لهذا الأمر كتحد فردي فقط؛ بل يجب اعتبارَه قضية مجتمعية تتضمن أيضا مسؤوليات عائليه وإدارية للشركات والمؤسسات التعليمية وغيرها ممن لديها القدرة المؤثرة على تهيئة بيئة داعمه لحياة أكثر توازنًا. من خلال تقديم نماذج مبتكرة لإدارة المشاريع تراعي ظروف المستخدم الشخصيه واحترام حقوق الجميع في أخذ فترات راحه مناسبة دون الشعور بالإثم أو القلق حول تأخرهم عن مواكبة آخر الأخبار والتحديثات التي تقدمها أدوات الاتصال الحديثة المتاحة لهم أثناء عملهم وبشكل مستمر طيلة فترة وجودهم بالمكان العام الخاص بعمل مؤسساته سواء كان بيت أم مقر عمل رسمي. وهكذا، فإن دور الشركات يكمن أيضاً بتوعية موظفين بكيفية إدارة حياتهم الخاصة بطرق ذكية وصحيّة لتحقيق المزيد من الكفاءة والإنتاجية ضمن بيئات عاملة صحِية وآمنة نفسياً وعاطفياً وجسدياً كذلك.