بعد مواجهة تحديات شخصية صعبة نتيجة تداعيات تربيتك تحت وطأة أبي متسلط ومتعرضًا لأزمات نفسية مختلفة، اتخذت قرارًا جريئًا بخوض طريق الشفاء عبر طلب مساعدة طبية نفسية. وقد شعرت بالإرباك عندما صادفت رأيًا يشير إلى عدم مشروعية دراسة علم النفس، وهو الأمر المذكور ضمن الفتوى ذات المرجعية التي ذكرتها برقم 99983. دعنا نقارب الموضوع بكل وضوح وبناءً على النصوص الشرعية المتاحة.
أولاً، يبدأ الرد برسالته المؤثرة بأنه "نسأل الله الكريم أن يزيل همك وغمك". ثم يستبين موضحًا أن الجدل ليس بشأن نفي الفوائد المحتملة لدراسات الصحة العقلية أو خدماتها الطبية فيما يتصل بها. بدلاً من ذلك، تنصب الاحتجاجات فقط حين يكون المرء غير مدعم أكاديمياً ومعرفياً بشكل مناسب بمبادئ الدين - خاصة عندما يأتي التدريب من مؤسسات معروفة بترويج الأفكار المضادة للدين والخروج على حدود التعاليم الإسلامية مثل تلك الموجودة بكثير من جامعات العالم الغربي.
يشدد الفقهاء التاريخيون مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، بالإضافة لرئيس مجمع البحوث الإسلامية سابقا فضيلة الشيخ ابن باز رحمهم الله جميعا، على أهمية منع الانجراف نحو المناداة بالتساوق الثقافي العميق والمغري الذي يمكن أن يؤدي للإضلال الشخصي والشامل للحياة الاجتماعية كذلك.
وتتمثل القواعد الرئيسية للاسترشاد هنا بأن أي وسيلة تؤدي لإحداث حالة فساد اجتماعي عام يجب رفضها تمام الانتماء لها بغض النظرعن كونها بذاتها حسنة بالفعل بحسب المقاييس الشخصية الخاصة بالأفعال المحظورة حسب التشريع الرباني. كما يشددوا أيضًاعلى ضرورة الاعتبار بتوجهات الأمور العملية العالمية البحتة المرتبطة بالموضوعات محل البحث قبل الخوض فيها إيمانيا وحديثيا وفق الترجيحات المعتمدة بالنظر العقلي المستند للغريزة البشرية والذي يعد جزء مهم من فهم مدى جدوائيتها واستحقاق قبول استخدام طرق علاج معينة مقابل أخرى طبقا للتقييم الواقعي للقيمة العامة لكل نوع منها .
وفي السياق الحالي الخاص بسؤالك المقدم، يُمكن تلخيص خلاصة الآراء المقدمة هكذا:"ليس هنالك مانعا مطلقا أمام طلاب العلم الراغبين بالحصول مؤهل مهني بعلم الصحة النفسانية مادامت لديهم القدرة اللازمة حفظا للعقيدة الاسلامية وغايتهم الاساسية هي تقديم الخدمات الإنسانية المبنية أساس بناءها على الأخلاق والقوانين الدينية عوضا عن مجرد اسلوب مجرد لتطبيق نظرية انتقائية منحرفة."
ومن الجدير ذكره أيضا أنها ليست هناك حاجة ملحة لكافة المرضى المستجدين لفكرة تغيير طبيبهم السابق وذلك بدون حاجة ماسة لذلك حيث انه ليس شرطا أساسيّا توافره لدى الجميع إذ ربما يوجد الآن العديد منهم يصلحون لهذه المهمة ولكن بشرط واحد فقط وهو قدرتهم وخبراتهم المثبتة والتي تخلو من مخاطر محددة مرتبطة بهم والتي تشمل احتمالية فرض اعتبارات تنافية مع تعليم ديننا الحنيف أثناء عملية التأهيل العلاجى لهم لاحقا . وفي حالة اطمئنانك الثابت حول مستوى اخلاقيات أخلاق المهنة الخاصة بطبيب الأعصاب الجديد لديك وثقتك العمياء بجداراته المهنية ، يمكنك البدء فوريا باتخاذ الخطوات المناسبة لاستعادة حالتك الصحية والنفسية الأصلية بإذن الله عز وجل ".
والخلاصة النهائية لكل ما ورد سابق ذكر له تتمثل بصراحة تامة قائلة :"أن أفضل حل موزون منطقيًا يكمن فى اختيار الأخصائيين المجاهرين باستقامتهم وتحليهم بالعفة الذين يتمتعون ببراهين دامغة تثبت نزاهتهم سياسيًا وجهويًا ولذلك فان الامتناع عنها أمر خارج نطاق التفكير السلبي المدمر ."
وأخيراً وليس آخراً ند