- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع الثورة الصناعية الرابعة التي تشهدها البشرية حالياً، يأتي الصراع المحتمل ولكن المثمر بين تقنيتين مهمتين هما الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML). رغم كون كل واحدة منها جزءًا من الأخرى، إلا أنها تختلفان في النهج والاستخدام والأثر على المجتمع ومستقبل سوق العمل.
الذكاء الاصطناعي هو مجال واسع يشمل أي برنامج كمبيوتر مصمم لإنجاز عمل يتطلب عادة ذكاء بشرياً. هذا يشمل فهم اللغة الطبيعية، التعرف على الأنماط، اتخاذ القرار المستقل وغير ذلك الكثير. الهدف الأساسي للذكاء الاصطناعي هو خلق آلات يمكنها أداء الأعمال بطريقة مشابهة للإنسان أو أفضل منها.
من ناحية أخرى، يركز التعلم الآلي كجزء من الذكاء الاصطناعي على تطوير خوارزميات يمكنها التعلم وتحسين نفسها بناءً على البيانات المدخلة لها بدون البرمجة الواضحة. هذه الخوارزميات تتطور وتتحسن من خلال التجربة والتقييم الذاتي، مما يسمح بتوقع الزيادة والكفاءة في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الطب، الهندسة المالية، التجارة الإلكترونية وحتى الخدمات اللوجستية.
فيما يتعلق بمستقبل العمل والمجتمع، فإن تأثير هذين التقنين قد يبدو مخيفا للأولى نظرة لكن الحقيقة أكثر تعقيداً وأكثر إيجابية. بينما هناك تخوف من فقدان الوظائف بسبب الروبوتات وآليات التشغيل الآلي الجديدة، يوجد أيضا فرصة كبيرة لإنشاء فرص عمل جديدة تماماً لم تكن موجودة قبل هذا التحول الرقمي الكبير.
على سبيل المثال، سوف تحتاج الشركات إلى خبراء متخصصين لتحقيق الاستفادة القصوى من تقنية ML والذكاء الاصطناعي. سيصبح مهندسو الذكاء الاصطناعي وبناة نماذج التعلم الآلي مطلوبين بكثافة لتدريب وإنشاء نماذج التعلم الآلي وضمان دقة وصحة المعلومات التي توفرها تلك النماذج. بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج العديد من المؤسسات أيضًا إلى خدمات محترفين لإدارة البيانات وإعدادها للاستخدام الفعال بالتقنيات الحديثة.
ومع ذلك، لن تكون جميع الوظائف مكانه للتأثير الإيجابي لهذه التقنيات. بعض الوظائف ذات طبيعة متكررة وروبوتينية قد تصبح زائدة عن الحاجة مع تقدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. هنا يكمن دور الحكومات والشركات في تقديم برامج إعادة التأهيل المهني ودورات التدريب لمساعدة العمال الذين ربما يفقدون وظائفهم نتيجة لهذا التحول التكنولوجي على الانتقال بسلاسة إلى مجالات مهنية جديدة تناسب مواهبهم وقدراتهم المتجددة باستمرار.
وفي نهاية المطاف، يبقى الصراع بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ليس مجرد تحدٍ فحسب؛ ولكنه أيضاً مصدر إلهام للاكتشاف والإبداع والتطور نحو مجتمع رقمي أكثر شمولا واستدامة وقدرة على المنافسة عالميا بأفضل صورة ممكنة.